مدرسة علمني ربى علمني رسولي  
 
في ظل أحداث الحياة السريعة والمتلاحقة وما ينتج عنها من مشاعر كثيفه متضاربة  

بين ضعف وقوه، هوان وعزة، ضبابية ووضوح 
ضلال وحق, ظلم وعدل, هزيمة ونصر 
فقر وغنى, ضيق وسعة, عسر ويسر 
يأس وأمل, كره وحب, خوف وطمأنينة, شك ويقين 
فجور وتقوى, توتر وهدوء, اضطراب وسكون 
 
فنحن في أمس الحاجة ليد قوية متينة قادرة مقتدرة قديرة لتخرجنا من ظلمات  
الضعف والهوان والضبابية 
الضلال والظلم والهزيمة 
الفقر والضيق والعسر 
اليأس والكره والخوف والشك 
الفجور والتوتر والاضطراب  
 
الى نور القوة، العزة، الوضوح، الحق، العدل، النصر، الغنى، السعة، اليسر، الحفظ، الامل، الحب، السلام، الطمأنينة، اليقين، الهدوء والسكون 

قدره رحيمة حكيمه وعظيمه من عظم الخالق جل جلاله الذي قال
﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ ٱذۡكُرُوا۟ ٱللَّهَ ذِكۡرࣰا كَثِیرࣰا ۝٤١ وَسَبِّحُوهُ بُكۡرَةࣰ وَأَصِیلًا ۝٤٢ هُوَ ٱلَّذِی یُصَلِّی عَلَیۡكُمۡ وَمَلَـٰۤىِٕكَتُهُۥ لِیُخۡرِجَكُم مِّنَ ٱلظُّلُمَـٰتِ إِلَى ٱلنُّورِۚ وَكَانَ بِٱلۡمُؤۡمِنِینَ رَحِیمࣰا ۝٤٣ تَحِیَّتُهُمۡ یَوۡمَ یَلۡقَوۡنَهُۥ سَلَـٰمࣱۚ وَأَعَدَّ لَهُمۡ﴾ 
[الأحزاب ٤١-٤٣]
سبحانه جل في علاه القادر المقتدر القدير هو الذي يصلى على المؤمنين والذاكرين والمسبحين ليخرجهم من الظلمات الى النور
 
وإذا امعنت النظر ستكتشف ان الظلمات كثيره ومتعددة والنور واحد مصدره الواحد الاحد الفرد الصمد سبحانه وتعالى

نور يهدى الى الصراط المستقيم صراط الحق واليقين صراط من انعم عليهم رب العزة سبحانه وتعالى
من الأنبياء والشهداء والصديقين والصالحين ويبعدك عن الطرق الملتوية للمغضوب عليهم والضالين 
والذي سيصل بك في نهايته الى لقائه سبحانه يوم الدين وهو راض عنك فتكون من الفائزين

فمفتاح النجاة الحقيقي من الشدائد والمحن والابتلاءات في الدنيا هو اتباعك لهداية رب العالمين سبحانه وتعالى وطريق النور الذي رسمه لنا سبحانه جل في علاه لتنجو في الدنيا فلا تضل (فتكون من الضالين) ولا تشقى (فتكون من المغضوب عليهم) 
﴿ قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا ۖ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ۖ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَىٰ﴾  
[ سورة طه: 123]
ولفظ الاتباع يشير الى الافتعال والجهد الناتج عن الفهم والتطبيق وهو مناسب جدا في وجود أعداء تحاول جاهدة ان تثنيك عن طريق الحق فببذلك للجهد والثبات على طريق الحق وفهم المنهج وتطبيقه باتباعك هداية الارشاد والبيان والدلالة حتى تألفها النفس وتدخل في الفعل فتتبع هدى الله بسهوله ويسر فتفعل ما أمرت به وتنتهي عما نهيت عنه فتنال إلهام السير على طريق الهداية والتوفيق والمعونة على الثبات فتنال الحفظ والحماية وكفايتك ما أهمك فتكون ممن لا خوف عليهم ولا هم يحزنون 
﴿قُلۡنَا ٱهۡبِطُوا۟ مِنۡهَا جَمِیعࣰاۖ فَإِمَّا یَأۡتِیَنَّكُم مِّنِّی هُدࣰى فَمَن تَبِعَ هُدَایَ فَلَا خَوۡفٌ عَلَیۡهِمۡ وَلَا هُمۡ یَحۡزَنُونَ﴾   
[البقرة ٣٨]
حتى يصل بك الامر في النهاية ان تدخل في استحقاق هداية صراط الاخرة وطريق الجنة حتى تصل للجنة بإذن الله تعالى وانت تحمل مفتاح دخولها 
فمفتاح دخول الجنة في كلمة التوحيد بلا إله الا الله
مفتاح دخول الجنة في الإخلاص
فتوحد الإلهية بإخلاص العبادة لله وحده بإياك نعبد ولا نعبد الا إياك
وتوحد الربوبية بإخلاص الاستعانة به سبحانه بإياك نستعين ولا نستعين بسواك
فتسأل فيعطيك وتدعوه فيجيبك
 
فتكون ممن سعدوا في الدنيا والأخرة

الامر بمنتهى البساطة
استقم كما أمرت واتبع نور هدى الله في كتابه (رسالته سبحانه لك) وسنة نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم الذي اصطفاه سبحانه ليعلمك كيف تعبد الله  
تنال ما وعدت من الحفظ والتيسير والتوفيق والنجاة والسعادة والنصر 
النصر على اعدائك، النصر على شياطين الانس وشياطين الجن، النصر على اهوائك ونفسك الأمارة بالسوء  

فالمفتاح الحقيقي للنصر في الإخلاص لله
إخلاص العبادة له بالطاعة وإخلاص الاستعانة به بالدعاء 

إخلاص التوجه التام لرب العالمين سبحانه وتعالى والسير في طريق النور طريق الهداية  

فسبحانه وتعالى يقول مناديا الذين صدَّقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه
﴿ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ إِن تَنصُرُوا۟ ٱللَّهَ یَنصُرۡكُمۡ وَیُثَبِّتۡ أَقۡدَامَكُمۡ ۝٧﴾ 
[محمد ٧]
إن تنصروا دين الله بالجهاد في سبيله، والحكم بكتابه، وامتثال أوامره، واجتناب نواهيه، ينصركم الله على أعدائكم، ويثبتكم 

فالأمر كله بيده سبحانه
﴿وَمَا ٱلنَّصۡرُ إِلَّا مِنۡ عِندِ ٱللَّهِ ٱلۡعَزِیزِ ٱلۡحَكِیمِ﴾
فهو العزيز سبحانه الذي لا تنفعه طاعتك ولا تضره معصيتك   
الحكيم الذي يمدك بالنصر وقتما تدخل في استحقاقه عندما تكون من أهل النور 
بتتبعك لنور هدى الله سبحانه وتعالى في كتابه وسنة نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم واتباعك لمنهج رب العالمين سبحانه وتعالى الذي وضعه لك لتستقيم الحياة   
فسبحانه جل في علاه يقول 
﴿ وَكَذَ ٰ⁠لِكَ أَوۡحَیۡنَاۤ إِلَیۡكَ رُوحࣰا مِّنۡ أَمۡرِنَاۚ مَا كُنتَ تَدۡرِی مَا ٱلۡكِتَـٰبُ وَلَا ٱلۡإِیمَـٰنُ وَلَـٰكِن جَعَلۡنَـٰهُ نُورࣰا نَّهۡدِی بِهِۦ مَن نَّشَاۤءُ مِنۡ عِبَادِنَاۚ وَإِنَّكَ لَتَهۡدِیۤ إِلَىٰ صِرَ ٰ⁠طࣲ مُّسۡتَقِیمࣲ ۝٥٢ ﴾    
[الشورى٥٢  ]
فمفتاح الهداية فيما علمنا سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم تبليغا عن رب العزة جل في علاه حتى نرى النور الذي يرشدنا لطريق النجاة

مفتاح النجاة الحقيقي في الكتاب الذي أرسل اليك من رب العزة سبحانه وتعالى ليخرجك من ظلمات الغفلة والجهل الى نور الوعي والفهم لحقيقة اختبارك في الدنيا وكيفية النجاة منه بسلام وينير لك الطريق الى الله 
﴿الۤرۚ كِتَـٰبٌ أَنزَلۡنَـٰهُ إِلَیۡكَ لِتُخۡرِجَ ٱلنَّاسَ مِنَ ٱلظُّلُمَـٰتِ إِلَى ٱلنُّورِ بِإِذۡنِ رَبِّهِمۡ إِلَىٰ صِرَ ٰ⁠طِ ٱلۡعَزِیزِ ٱلۡحَمِیدِ﴾
[إبراهيم ١]
الكتاب الذي لم يكتبه بشر انما يحدثك فيه الاله الذي خلقك ويعلم ما انت في حاجة إليه لتتعلمه
لتجتاز الاختبار الأهم في عمرك كله والذي تعيشه في كل لحظات حياتك

الكتاب الذي ينير لك الطريق ويرشدك لمعرفه إلهك وكيف تعبده ويعرفك ربك وكيف تستعين به

الكتاب الذي يستحق منك الاهتمام البالغ والدراسة العميقة لكل ما جاء به لأنه رسالة من ربك لك ليرشدك وينير لك طريق العودة للجنة وكيف تدخل في استحقاقها فلا تضل ولا تشقى

 الكتاب الذي وضعه الله تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَىٰ لِلْمُسْلِمِينَ

الكتاب الذي ضرب الله لك فيه من كل مثل حتى تتعلم وتفهم وتعي وتنجو

الكتاب الذي في كل ايه من أياته نور وهداية وبيان وارشاد ودلاله ليخرجك من الظلمات الى النور
﴿هُوَ ٱلَّذِی یُنَزِّلُ عَلَىٰ عَبۡدِهِۦۤ ءَایَـٰتِۭ بَیِّنَـٰتࣲ لِّیُخۡرِجَكُم مِّنَ ٱلظُّلُمَـٰتِ إِلَى ٱلنُّورِۚ وَإِنَّ ٱللَّهَ بِكُمۡ لَرَءُوفࣱ رَّحِیمࣱ﴾ 
[الحديد ٩]
فبتدبرك للقرآن الكريم والتعامل معه بنية الهداية والاستهداء يهديك الله سبحانه وتعالى وينير لك الطريق اليه  

وبتبحرك في دراسة المنهج ستدرك انه سبحانه ما امرك الا لتنعم بنعمه عليك وما نهاك الا لدفع الضرر عنك 

فتُسلم وتستسلم فتَسلَم وينشرح صدرك استعدادا لاستقبال النور
﴿أَفَمَن شَرَحَ ٱللَّهُ صَدۡرَهُۥ لِلۡإِسۡلَـٰمِ فَهُوَ عَلَىٰ نُورࣲ مِّن رَّبِّهِۦۚ فَوَیۡلࣱ لِّلۡقَـٰسِیَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكۡرِ ٱللَّهِۚ أُو۟لَـٰۤىِٕكَ فِی ضَلَـٰلࣲ مُّبِینٍ ۝٢٢ ﴾ 
[الزمر ٢٢]
فيلين قلبك لذكر الله فتؤمن فتطيع وتعبد فيدخل النور قلبك 
فينعم عليك رب العزة جل في علاه بالمعونة والتوفيق ويخرجك من الظلمات الى النور ويبعدك عن النار بفضله ونعمته
﴿ٱللَّهُ وَلِیُّ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ یُخۡرِجُهُم مِّنَ ٱلظُّلُمَـٰتِ إِلَى ٱلنُّورِۖ وَٱلَّذِینَ كَفَرُوۤا۟ أَوۡلِیَاۤؤُهُمُ ٱلطَّـٰغُوتُ یُخۡرِجُونَهُم مِّنَ ٱلنُّورِ إِلَى ٱلظُّلُمَـٰتِۗ أُو۟لَـٰۤىِٕكَ أَصۡحَـٰبُ ٱلنَّارِۖ هُمۡ فِیهَا خَـٰلِدُونَ﴾ 
[البقرة ٢٥٧]
فتتقى الله حتى لا تكون من الخاسرين وتتبع نور هدى الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم وسنة نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم ويلهمك رب العالمين سبحانه وتعالى ويعينك على تطبيق ما فهمت ووعيت وأدركت فتعمل الصالحات والتي تدخلك في استحقاق ان يرزقك الله الجنة بفضله ونعمته وجوده وكرمه وإحسانه 
﴿وَكَأَیِّن مِّن قَرۡیَةٍ عَتَتۡ عَنۡ أَمۡرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِۦ فَحَاسَبۡنَـٰهَا حِسَابࣰا شَدِیدࣰا وَعَذَّبۡنَـٰهَا عَذَابࣰا نُّكۡرࣰا ۝٨ فَذَاقَتۡ وَبَالَ أَمۡرِهَا وَكَانَ عَـٰقِبَةُ أَمۡرِهَا خُسۡرًا ۝٩ أَعَدَّ ٱللَّهُ لَهُمۡ عَذَابࣰا شَدِیدࣰاۖ فَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ یَـٰۤأُو۟لِی ٱلۡأَلۡبَـٰبِ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ۚ قَدۡ أَنزَلَ ٱللَّهُ إِلَیۡكُمۡ ذِكۡرࣰا ۝١٠ رَّسُولࣰا یَتۡلُوا۟ عَلَیۡكُمۡ ءَایَـٰتِ ٱللَّهِ مُبَیِّنَـٰتࣲ لِّیُخۡرِجَ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ وَعَمِلُوا۟ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ مِنَ ٱلظُّلُمَـٰتِ إِلَى ٱلنُّورِۚ وَمَن یُؤۡمِنۢ بِٱللَّهِ وَیَعۡمَلۡ صَـٰلِحࣰا یُدۡخِلۡهُ جَنَّـٰتࣲ تَجۡرِی مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَـٰرُ خَـٰلِدِینَ فِیهَاۤ أَبَدࣰاۖ قَدۡ أَحۡسَنَ ٱللَّهُ لَهُۥ رِزۡقًا ۝١١﴾ 
[الطلاق ٨-١١]
وحينما تدرك ان نهاية الطريق الجنة والتي يرزقك فيها رب العزة جل في علاه رزقا حسنا دائما لا ينقطع ستأبى ان تخرج من نطاق النور وتعود للظلمات مرة أخرى  
 ﴿یَـٰۤأَهۡلَ ٱلۡكِتَـٰبِ قَدۡ جَاۤءَكُمۡ رَسُولُنَا یُبَیِّنُ لَكُمۡ كَثِیرࣰا مِّمَّا كُنتُمۡ تُخۡفُونَ مِنَ ٱلۡكِتَـٰبِ وَیَعۡفُوا۟ عَن كَثِیرࣲۚ قَدۡ جَاۤءَكُم مِّنَ ٱللَّهِ نُورࣱ وَكِتَـٰبࣱ مُّبِینࣱ ۝١٥ یَهۡدِی بِهِ ٱللَّهُ مَنِ ٱتَّبَعَ رِضۡوَ ٰ⁠نَهُۥ سُبُلَ ٱلسَّلَـٰمِ وَیُخۡرِجُهُم مِّنَ ٱلظُّلُمَـٰتِ إِلَى ٱلنُّورِ بِإِذۡنِهِۦ وَیَهۡدِیهِمۡ إِلَىٰ صِرَ ٰ⁠طࣲ مُّسۡتَقِیمࣲ ۝١٦﴾
 [المائدة ١٥-١٦] 
فتسير في نور الله بنور سيدنا رسول الله ونور هدى كتاب الله متوكلا عليه سبحانه راضيا بقضائه جل في علاه خيره وخيره لأنك ستدرك انه سبحانه لا يقدر الا الخير فيرضى عنك رب العزة جل في علاه ويهديك سبل السلام والامان والطمأنينة والحفظ والتيسير واليسر والبركة والرضا والرضوان 
وتحرص ان يجدك الله سبحانه حيث امرك ويفقدك حيث نهاك فتحسن فيحسن الله اليك ويزيدك من فضله فتنال القرب والود والمودة فتسرى الحياة فيك فتحيا بالله وفى الله ولله 
﴿أَوَمَن كَانَ مَیۡتࣰا فَأَحۡیَیۡنَـٰهُ وَجَعَلۡنَا لَهُۥ نُورࣰا یَمۡشِی بِهِۦ فِی ٱلنَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُۥ فِی ٱلظُّلُمَـٰتِ لَیۡسَ بِخَارِجࣲ مِّنۡهَاۚ كَذَ ٰ⁠لِكَ زُیِّنَ لِلۡكَـٰفِرِینَ مَا كَانُوا۟ یَعۡمَلُونَ﴾ 
 [الأنعام ١٢٢]
فتشعر بسريان نور الروح فيك فتحيا نفسك بنور الهام التقوى ويحيا قلبك بنور حب الايمان وتحيا جوارحك بالطاعة فتتذوق طعم الحياة والنعيم في الدنيا مستبشرا بوعد الله بنعيم الاخرة ويسرى النور فيك حتى يجعل الله لك نورا تمشى به في الناس فيشق الظلام ويبعد عنك الضالين والمغضوب عليهم ويهدى به الله من يشاء من عبادة من حولك  

فيسرى النور معك حيثما كنت فتنير العالم من حولك وترشد غيرك لطريق النور ويحدث التغيير في العالم من حولك بالتدريج كما حدث في داخلك 
فلن يتغير العالم من خارجك حتى تتغير من داخلك أولا 
إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ 

 فمفتاح الامر كله بيدك  
بدايته في تدبرك في كتاب الله وسنة نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم وتتبعك لنور هدى الله فيستجيب فؤادك لهداية الارشاد والدلالة فيسرى النور فيه حتى يصل لجوارحك فتسلم وتستسلم وتطيع وتعبد 
فيسرى النور الى قلبك فيؤمن ويصدق ويوقن ويطمئن 
فيسرى النور في نفسك فتتزكى وتتقى   
حتى تتواصل مع انوار الروح فيك فتعرف ربك فتقترب فتستحى ان تفعل ما نهيت عنه وتستحى ان لا تفعل ما أمرت به فتحسن ويسرى النور في خلقك فتكون كريما حليما عدلا متسامحا رحيما فتكون خير دليل لكل خلق الله على صفات الله  

حتى تصبح نورا على نور تمشى في نور الله بنور الله  
﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ ٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ وَءَامِنُوا۟ بِرَسُولِهِۦ یُؤۡتِكُمۡ كِفۡلَیۡنِ مِن رَّحۡمَتِهِۦ وَیَجۡعَل لَّكُمۡ نُورࣰا تَمۡشُونَ بِهِۦ وَیَغۡفِرۡ لَكُمۡۚ وَٱللَّهُ غَفُورࣱ رَّحِیمࣱ﴾ 
[الحديد ٢٨]
فبالإيمان بالله والعمل بما شرعه لنا، وتقوى الله بامتثال أوامره، واجتناب نواهيه، والإيمان بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤتينا رب العزة جل في علاه نصيبين من نور الرحمة  
من القرآن الكريم  
﴿ وَنُنَزِّلُ مِنَ ٱلۡقُرۡءَانِ مَا هُوَ شِفَاۤءࣱ وَرَحۡمَةࣱ لِّلۡمُؤۡمِنِینَ وَلَا یَزِیدُ ٱلظَّـٰلِمِینَ إِلَّا خَسَارࣰا﴾
 [الإسراء ٨٢]
شفاء للقلوب التي ضلت ومرضت فتعود وتهتدى بنور هداية الارشاد والبيان والدلالة فتشفى بالأيمان 
ورحمة لم آمن فيهديه الله لطريق النور بهدى القرآن الكريم فيهديه الله بنور هداية الالهام والتوفيق والمعونة فلا يمرض قلبه ولا يضل ولا يشقى  

ونور سيدنا رسول الله المعلم والامام والقدوة الذي ارسله رب العالمين سبحانه وتعالى رحمة للعالمين 
ليخبرنا عن الله ويعلمنا كيف نعبده وكيف نحبه وكيف نسير على طريق الله وكيف نتعامل في أمور الحياة وكيف نستعد للقاء الله  

فصار لديك مرجعين كتاب الله وسنة نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم لتتعلم منهما كل شيء  
وتعود لهما لتحتكم إذا اختلط عليك الامر في شيء  

مرجعين يسرى فيهما نور واحد من مصدر النور من نور النور سبحانه وتعالى 

فيجعل لك المولى جل في علاه نورا يصاحبك على الدوام تفرق به بين الحق والباطل ويشق لك الطريق ويبعد عنك الظلمات  
نور تهتدى به في حياتك نور القوة، العزة، الوضوح، الحق، العدل، النصر، الغنى، السعة، اليسر، الحفظ، الامل، الحب، السلام، الطمأنينة، اليقين، الهدوء والسكون 

نور تستنير به على الصراط يوم القيامة 

فتدرك عظيم فضل الله عليك وأنه لم يتركك وحيدا في اختبارك ولكنه سبحانه انار لك الطريق من الجنة للجنة من لحظة الاشهاد ليوم تلقاه جل في علاه وهو يبشرك برحمة منه ورضوان  

وتدرك عظيم كرم الله عليك  
فهو الكريم سبحانه وتعالى الذي علم رسوله الكريم ليعلمنا  
وهو الاكرم جل في علاه الذي أجري القلم ليخط المقادير بعلمه المحيط بك واختياراتك في حياتك قبل خلقك فقدر سبحانه وتعالى مواقف حياتك وما يقع عليك بالأمر القدري ليعلمك فما ابتلاك الا ليبلوك ويخبرك ويعلمك ما لم تعلم 

فتدرك ان لك منهج خاص بك انت يعلمك به الله سبحانه وتعالى فتنتبه لحياتك لتفهم وتتعلم ولا تنشغل بألم المواقف وظلمات العواطف المتدنية مثل اليأس والحزن والعسر والغضب والحقد والغل والانتقام وغيرها بل تنتبه لنور اليسر والرحمة واللطف والعلم والعدل والقدرة والحكمة فتركز على الحكمة والرسالة التي يخبرك بها الله سبحانه وتعالى ليعلمك فتنتبه للدرس وتتعلم ربما تستغفر وتتوب وتعود للطريق وربما يصقلك لترتقي وربما يغلق لك باب ليفتح اخر أفضل منه ...  وربما .... وربما في النهاية حينما تتعلم الدرس يزول الابتلاء بفضل الله تعالى 
 
 وحتى وان لم تعلم الحكمة من الموقف الان سترضى لأنك توقن انه سبحانه محمود على افعاله النابعة من عالم الحمد المطلق عالم الخيرية المطلقة فهو سبحانه لا يقدر الا الخير وتطمئن انه سبحانه سيعلمك الحكمة وقتما تكون مستعدا لاستقبالها  

فتدرك تماما انه سبحانه وتعالى لم يتركك لحظه بلا نور وهداية بلا ارشاد ودلاله بلا توفيق ومعونه  
فتسمع في قلبك قول الله تعالى مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى  
فيخرج صوتك من أعماق قلبك قائلا 
 ما اكرمك ربى وما اعظمك  
اللهم لك الحمد أنك الاله المعبود ولا نعبد الا اياك 
ربنا لك الحمد أنك الرب الذي نستعين به ولا نستعين بسواه    

وتسمع لسان حالك يقول بكل عزة وفخر 
علمني ربي علمني رسولي
مدرسة علمنى ربى علمنى رسولى
 هى مساحة مفتوحة على منصة سامح حبيب التدريبية سنتحدث فيها سويا بإذن الله تعالى عن خلاصات ما تعلمناه فى رحلة التدبر
فقد انعم الله علينا فى اسرة البيان والالهام ان رزقنا سبحانه ان نجتمع على حب الله ومحبته وحب رسوله الكريم  ونتدبر فى آيات القرآن الكريم فى محاوله لفهم المنهج الالهى ونقتدى بسنة نبينا المصطفى صلى الله عليه وسلم فى التطبيق 
وقد انعم علينا الله جل جلاله بمواقف حياتنا واختبارات مررنا بها والتى تعلمنا منها الكثير بفضل الله تعالى 
والتى سنتشاركها معكم بحول الله وقوته من خلال لقاءات مباشرة ولقاءات اونلاين ومقتطفات  من تسجيلات مجلس التدبر ان شاء الله رب العالمين

وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى 
و تقبل منا ومنكم صالح الاعمال وأطيبها
ورزقنا وإياكم الاخلاص
اللهم آمين
سامح حبيب