Currently Empty: EGP0,00

الاستغفار هو طلب المغفرة من الله سبحانه وتعالى وستر الذنب في الدنيا وعدم المؤاخذة به في الآخرة
والتوبة هي الرجوع عن الذنب والندم عليه والتزام الطاعة مع العزم على عدم تكرار الخطأ مره أخرى
فالاستغفار يكون عن ذنبٍ مضى، والتوبة لما يستقبل، فالاستغفار مقدمة للتوبة، كالتخلية قبل التحلية؛ ولذلك قرن الله سبحانه وتعالى بينهما في أكثر من موضع في القرآن الكريم منها قوله سبحانه وتعالى
﴿وَٱسۡتَغۡفِرُوا۟ رَبَّكُمۡ ثُمَّ تُوبُوۤا۟ إِلَیۡهِۚ إِنَّ رَبِّی رَحِیمࣱ وَدُودࣱ﴾ [هود ٩٠]
فهو سبحانه وتعالى رحيم يقبل استغفارك ويغفر لك ما مضى وودود سبحانه وتعالى يقبل عودتك تائبا منيبا
ليس هذا فقط بل يمحو سبحانه وتعالى ذنوبك فقد قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
(التائبُ من الذنبِ كمن لا ذنبَ لهُ) الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح ابن ماجه
فالاستغفار يقصد به إصلاح الماضي، فينفع بمجرد اقترانه بالندم، والخوف من لحوق الوعيد، وهو في حقيقته نوع من الدعاء، فهو سؤال المغفرة، فيشترط له ما يشترط في الدعاء، كحضور القلب، وصدق الطلب، والافتقار إلى الله،
أما التوبة النصوح: فهي تُصلِح ماضي العبد وحاضره ومستقبله إذا تحققت شروطها، فشرط الندم يُصلح الماضي، وشرط الإقلاع عن الذنب يُصلح الحاضر، وشرط العزم الصادق على عدم العودة للخطأ يُصلح المستقبل
وللاستغفار والتوبة فضل كبير وثمار رائعة
فهما سبب لقوة الجسم، وصحة البدن، والسلامة الأمراض وزيادة الرزق فسبحانه وتعالى يقول
﴿وَیَـٰقَوۡمِ ٱسۡتَغۡفِرُوا۟ رَبَّكُمۡ ثُمَّ تُوبُوۤا۟ إِلَیۡهِ یُرۡسِلِ ٱلسَّمَاۤءَ عَلَیۡكُم مِّدۡرَارࣰا وَیَزِدۡكُمۡ قُوَّةً إِلَىٰ قُوَّتِكُمۡ وَلَا تَتَوَلَّوۡا۟ مُجۡرِمِینَ﴾ [هود ٥٢]
وهما أيضا وسيله وسبب لدفع الكوارث، والسلامة من الحوادث، والأمن من الفتن والمحن، ومانع وحافظ من نزول عذاب الله فسبحانه وتعالى يقول {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ}(الأنفال:33).
وهما أيضا سببا في نزول رحمات السماء والرزق الوفير في المال الطيب الحلال والذرية الصالحة، فسبحانه وتعالى يقول
(قُلۡتُ ٱسۡتَغۡفِرُوا۟ رَبَّكُمۡ إِنَّهُۥ كَانَ غَفَّارࣰا (١٠) یُرۡسِلِ ٱلسَّمَاۤءَ عَلَیۡكُم مِّدۡرَارࣰا (١١) وَیُمۡدِدۡكُم بِأَمۡوَ ٰلࣲ وَبَنِینَ وَیَجۡعَل لَّكُمۡ جَنَّـٰتࣲ وَیَجۡعَل لَّكُمۡ أَنۡهَـٰرࣰا (١٢) نوح
وهما سببا في راحة البال، وانشراح الصدر، وسكينة النفس، وطمأنينة القلب، والله سبحانه وتعالى ينعم على المستغفرين والتائبين بالمتاع الحسن فسبحانه وتعالى يقول ﴿وَأَنِ ٱسۡتَغۡفِرُوا۟ رَبَّكُمۡ ثُمَّ تُوبُوۤا۟ إِلَیۡهِ یُمَتِّعۡكُم مَّتَـٰعًا حَسَنًا إِلَىٰۤ أَجَلࣲ مُّسَمࣰّى وَیُؤۡتِ كُلَّ ذِی فَضۡلࣲ فَضۡلَهُۥۖ وَإِن تَوَلَّوۡا۟ فَإِنِّیۤ أَخَافُ عَلَیۡكُمۡ عَذَابَ یَوۡمࣲ كَبِیرٍ﴾ [هود ٣]
وقد قال الإمام الشنقيطي رحمه الله في أضواء البيان: “والظاهر أن المراد بالمتاع الحسن: سعة الرزق، ورغد العيش، والعافية في الدنيا”
وهما أيضا سببا لمغفرة ذنوبك مهما كانت فسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقول
مَن قال: (أسْتغفِرُ اللهَ الذي لا إلَه إلا هو الحَيُّ القَيُّومُ وأتُوبُ إِليْهِ) يَقولُها ثلاثًا؛ غُفِرَ لهُ وإنْ كان فَرَّ من الزَّحْفِ.
الراوي: عبد الله بن مسعود | المحدث: الألباني | المصدر: صحيح الترغيب
الاستغفار والتوبة من صفات المتقين وسبب من أسباب دخول جنة النعيم فسبحانه وتعالى يقول
وَسَارِعُوۤا۟ إِلَىٰ مَغۡفِرَةࣲ مِّن رَّبِّكُمۡ وَجَنَّةٍ عَرۡضُهَا ٱلسَّمَـٰوَ ٰتُ وَٱلۡأَرۡضُ أُعِدَّتۡ لِلۡمُتَّقِینَ (١٣٣) ٱلَّذِینَ یُنفِقُونَ فِی ٱلسَّرَّاۤءِ وَٱلضَّرَّاۤءِ وَٱلۡكَـٰظِمِینَ ٱلۡغَیۡظَ وَٱلۡعَافِینَ عَنِ ٱلنَّاسِۗ وَٱللَّهُ یُحِبُّ ٱلۡمُحۡسِنِینَ (١٣٤) وَٱلَّذِینَ إِذَا فَعَلُوا۟ فَـٰحِشَةً أَوۡ ظَلَمُوۤا۟ أَنفُسَهُمۡ ذَكَرُوا۟ ٱللَّهَ فَٱسۡتَغۡفَرُوا۟ لِذُنُوبِهِمۡ وَمَن یَغۡفِرُ ٱلذُّنُوبَ إِلَّا ٱللَّهُ وَلَمۡ یُصِرُّوا۟ عَلَىٰ مَا فَعَلُوا۟ وَهُمۡ یَعۡلَمُونَ (١٣٥) أُو۟لَـٰۤىِٕكَ جَزَاۤؤُهُم مَّغۡفِرَةࣱ مِّن رَّبِّهِمۡ وَجَنَّـٰتࣱ تَجۡرِی مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَـٰرُ خَـٰلِدِینَ فِیهَاۚ وَنِعۡمَ أَجۡرُ ٱلۡعَـٰمِلِینَ (١٣٦) آل عمران
الاستغفار سبب لسرورك يوم لقاء الله سبحانه وتعالى للحساب فقد قال سيدنا رسول الله
(مَن أَحَبَّ أن تَسُرَّه صحيفتُه، فَلْيُكْثِرْ فيها من الاستغفار)ِ
الراوي: الزبير بن العوام | المحدث: الألباني | المصدر: صحيح الجامع
أما عن صيغ الاستغفار فهى كثيرة فاختر منها ما شئت
أسهلها “أستغفرُ اللهَ العظيمَ“، ومن الصيغ أيضًا أن تقول: “أستغفرُ اللهَ الذي لا إله إلا هو الحي القيوم، وأتوب إليه“، ومنها أيضًا: “اللهُمَّ إني ظلمتُ نفسي ظلمًا كثيرًا ولا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لي مغفرةً من عندك، وارحمني، إنك أنت الغفور الرحيم“، ومنها أيضًا: “سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم أستغفرك اللهم العلى العظيم من كل ذنب وأتوب إليك“، ومنها: “أستغفر الله وأتوب إليه“، ومنها: “رب اغفر لي وتُبْ عليَّ“. ومنها اللهم اغفر لنا وارحمنا وتب علينا إنّك أنت التواب الرحيم”
وأما سيد الاستغفار على الإطلاق فهو ما رواه البخاري عن شداد بن أوس عن النبي صلّى الله عليه وسلّم أنه قال: (سَيِّدُ الِاسْتِغْفارِ أنْ تَقُولَ: اللَّهُمَّ أنْتَ رَبِّي لا إلَهَ إلَّا أنْتَ، خَلَقْتَنِي وأنا عَبْدُكَ، وأنا علَى عَهْدِكَ ووَعْدِكَ ما اسْتَطَعْتُ، أعُوذُ بكَ مِن شَرِّ ما صَنَعْتُ، أبُوءُ لكَ بنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وأَبُوءُ لكَ بذَنْبِي فاغْفِرْ لِي، فإنَّه لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أنْتَ.. قالَ: ومَن قالَها مِنَ النَّهارِ مُوقِنًا بها، فَماتَ مِن يَومِهِ قَبْلَ أنْ يُمْسِيَ، فَهو مِن أهْلِ الجَنَّةِ، ومَن قالَها مِنَ اللَّيْلِ وهو مُوقِنٌ بها، فَماتَ قَبْلَ أنْ يُصْبِحَ، فَهو مِن أهْلِ الجَنَّةِ).
الاستغفار والتوبة فضلهما عظيم فلا تحرم نفسك من هذا الفضل واحرس على ان يشتمل يومك على ورد الاستغفار
فالحسن البصري يقول: ” أكثروا من الاستغفار في بيوتكم، وعلى موائدكم، وفي طرقكم، وفي أسواقكم، وفي مجالسكم، أينما كنتم فإنكم ما تدرون متى تنزل المغفرة.
وسيدنا رسول الله كان كثير الاستغفار فصلى الله عليه وسلم يقول واللَّهِ إنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وأَتُوبُ إلَيْهِ في اليَومِ أكْثَرَ مِن سَبْعِينَ مَرَّةً. الراوي: أبو هريرة | المحدث: البخاري | المصدر: صحيح البخاري