Currently Empty: EGP0,00
المقالات
إخلاص العبادة للّه والإستعانة به وحدّه سبحانه وتعالى

أهل العبادة التامة بإياك نعبد ولا نعبد إلا إياك والاستعانة التامة بإياك نستعين ولا نستعين بسواك هذا الحال مفتاحه وبدايته أن تطيع الله سبحانه وتعالى فتفعل ما تؤمر وتنتهى عما نهيت عنه وتتوكل على الله سبحانه وتعالى توكل تام في كل أمورك بلا تعلق أو نفور وترضى بقضائه سبحانه وتعالى وما قدره لك فسبحانه لا يقدر إلا الخير ويكون عملك كله ابتغاء مرضات الله سبحانه وتعالى مستعينا به على مدك بما يعينك على الطاعة والعبادة وتسير أمرك فتهوى نفسك الطاعة ويحبها قلبك وتألفها جوارحك ولا تميل النفس للمعصية ولا يهواها القلب ولا تستمتع بها الجوارح فتكون عابدا باختيارك محققا لتمام العبادة بإخلاصها لله فتوحد الإلهية متوكلا ومستعينا برب العالمين سبحانه وتعالى تمام الاستعانة فتحقق توحيد الربوبية فتحقق اياك نعبد ولا نعبد الا اياك وتحقق اياك نستعين ولا نستعين بسواك وهذا الحال له درجات بدايتها ان تحدد مرادك في إطار ما يرضى الله سبحانه وتعالى ويحبه وبعيد كل البعد عما يبغضه ويغضبه في إطار ما احله الله بعيدا كل البعد عما نهاه وتطلق النية متوكلا على الله سبحانه وتعالى وتتبع الأسباب التي تيسر لك وتترك الأسباب التي تغلق بلا تعلق أو نفور فقط توكل على الله سبحانه وتعالى واتبع أسباب التيسير فتكون في استخاره دائمة مع رب العالمين سبحانه وتعالى واستعانة تامة فلا تغضب من أحد امتنع عن مساعدتك أو ابتعد عنك وترحب بكل من أقترب منك وأعانك فتستمتع بحلال الدنيا متبعا لتعاليم السماء وغايتك رضى الله سبحانه وتعالى باستمتاعك بما أحله لك بعيد كل البعد عما حرمه عليك فكل متع الدنيا لها أحد نجدين إما الطاعة وإما المعطية فتؤجر على الاستمتاع بالحلال والامتناع عن الحرام فقد ورد عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في رواية أبو ذر الغفاري وفي بُضْعِ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ، قالوا: يا رَسولَ اللهِ، أَيَأتي أَحَدُنَا شَهْوَتَهُ وَيَكونُ له فِيهَا أَجْرٌ؟ قالَ: أَرَأَيْتُمْ لو وَضَعَهَا في حَرَامٍ، أَكانَ عليه فِيهَا وِزْرٌ؟ فَكَذلكَ إذَا وَضَعَهَا في الحَلَالِ كانَ له أَجْرٌ. فتكون واعيا لما أمرت به وما نهيت عنه فتؤمن بالله وتفعل ما تؤمر وتنتهي عما نهيت عنه فتحقق تمام العبادة بالطاعة وتمام الاستعانة بالتوكل عليه سبحانه وتعالى ودرجات هذا الحال تزيد وتنفص وتظل ترتقي وتعظم بدرجات الحب والقرب والمودة مع الله سبحانه وتعالى وان توافق ارادتك مراد الله منك حتى تصل الى قمة وذروة هذا الحال حتى تفنى ارادتك في إرادة الله فتختار ان تكون عبدا مسيرا بتيسير الله واختياره لك وإعانتك وتوفيقك فيما أقامك فيه وهذا الحال له صورتين المخلَصين (بفتح اللام) الذين استخلصهم رب العزة جل في علاه بالجود من الأنبياء والرسل وأنعم عليهم سبحانه بإن اصطفاهم وعلمهم وهداهم الصراط المستقيم حتى يكونوا دليلا ومرشدا لنا ورحمة من الله سبحانه وتعالى فهو سبحانه من قال وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِینَ حَتَّىٰ نَبۡعَثَ رَسُولا كما قال سبحانه في حق سيدنا موسى عليه السلام وَلِتُصۡنَعَ عَلَىٰ عَیۡنِیۤ وسيدنا يوسف عليه السلام وَكَذَ ٰلِكَ یَجۡتَبِیكَ رَبُّكَ وَیُعَلِّمُكَ مِن تَأۡوِیلِ ٱلۡأَحَادِیثِ وكما قال سبحانه عن المصطفى صلى الله عليه وسلم
وَمَا یَنطِقُ عَنِ ٱلۡهَوَىٰۤ ٣ إِنۡ هُوَ إِلَّا وَحۡیࣱ یُوحَىٰ ٤ [النجم ]
والصورة الأخرى من هذا الحال المخلِصين (بكسر اللام) من أخلصوا العبادة لله والاستعانة به بالمجهود حتى فنت ارادتهم باختيارهم في إرادة الله فاستخلصهم لذاته سبحانه وضرب لنا مثلا على ذلك سيدنا الخضر عليه السلام ولذلك سبحانه يصفهم بقوله عبد كما قال في حق الأنبياء وحق سيدنا الخضر عليهم السلام السؤال هنا هل هذا الحال موجود بالفعل ؟ السؤال الثانى هل أنت من أهل هذا الحال ؟ السؤال الثالث ما يمنعك أن تكون منهم ؟ أفكار ,تجارب ,عواطف متدنية ,ثقل على القلب ,هوى نفس ,وسوسة شيطان ,غفلة ,تهاون ,عدم وعى ,عدم إدراك لرحلتك واختبارك وما خلقت له وما سيؤول اليه حالك اذن عد إلى كتاب الله وسنة نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم وتعلم واعمل بما تعلمت والزم الدعاء بإياك نعبد وإياك نستعين واطلب الهداية بإهدنا الصراط المستقيم صراط من أنعم عليهم رب العزة جل في علاه بالجود والاصطفاء ومن أخلصوا بالمجهود فأنعم عليهم سبحانه وتعالى بأن أخرجهم من كبر المغضوب عليهم وغفلة الضالين وفتح لهم أبواب القرب والمودة والمحبة جعلنا الله واياكم منهم الله آمين
سامح حبيب