Currently Empty: EGP0,00
المقالات
ملخص الحياة كاملة في ثلاث آيات

﴿مَّن كَانَ یُرِیدُ ٱلۡعَاجِلَةَ عَجَّلۡنَا لَهُۥ فِیهَا مَا نَشَاۤءُ لِمَن نُّرِیدُ ثُمَّ جَعَلۡنَا لَهُۥ جَهَنَّمَ یَصۡلَىٰهَا مَذۡمُومࣰا مَّدۡحُورࣰا ١٨ وَمَنۡ أَرَادَ ٱلۡـَٔاخِرَةَ وَسَعَىٰ لَهَا سَعۡیَهَا وَهُوَ مُؤۡمِنࣱ فَأُو۟لَـٰۤىِٕكَ كَانَ سَعۡیُهُم مَّشۡكُورࣰا ١٩ كُلࣰّا نُّمِدُّ هَـٰۤؤُلَاۤءِ وَهَـٰۤؤُلَاۤءِ مِنۡ عَطَاۤءِ رَبِّكَۚ وَمَا كَانَ عَطَاۤءُ رَبِّكَ مَحۡظُورًا ٢٠ ﴾ [الإسراء]
﴿مَّن كَانَ یُرِیدُ ٱلۡعَاجِلَةَ عَجَّلۡنَا لَهُۥ فِیهَا مَا نَشَاۤءُ لِمَن نُّرِیدُ ثُمَّ جَعَلۡنَا لَهُۥ جَهَنَّمَ یَصۡلَىٰهَا مَذۡمُومࣰا مَّدۡحُورࣰا﴾ [الإسراء ١٨]
هذه هؤلاء الاولى اختياره الدنيا فنصيب أهل الدنيا فى الدنيا مقيد بمشيئة الله فيما يعطى ومن يعطى ايضا وفقا لإرادة الله وحكمه وقضاؤه وحكمته وتقديره وعلمه ورحمته سبحانه وتعالى يعنى هذا ان من يريد الدنيا لا ينال كل ما يريده لأن ارادته ربما يكون فيها طغيان أو ظلم لأحد فتحكمه المشيئة وتقيده هذا فيما يخص العطاء اما المعطَى فهو أيضا مقيد بمشيئة الله سبحانه وتعالى فقد يريد ولا يٌعطى ربما لعلم الله انه سيطغى فيحرم او ربما لحكمة الله ان يحرم حتى يصل للرشد فيختار الاصلح له او ربما لرحمة الله بمن سيطغى عليهم او رحمة به ليقيه شر نفسه واعطاؤه أكثر من فرصه اما إذا أصر فقد اختار حياته في الدنيا من التقييد والعسر وحياته في الاخرة ومقامة المكروه المهزوم المقهور لا يملك فيه ارادة ولا اختيار فقد أخطأ الاختيار في الدنيا فحرم منه في الاخرة وكما ميز نفسه في الدنيا بدون وجه حق له واستئثاره بالخير لنفسه ميز ايضا في الأخرة بحال لا يشبه حال فجاء التعبير عن حاله ب یَصۡلَىٰهَا لفظ مميز لم يرد الا في وصف اهل النار لاحظ ايضا جمال المعنى في قوله تعالى جَعَلۡنَا لَهُۥ جَهَنَّمَ وكأنها صارت ارثا وملكا ومآبا له لا لغيره ولفظ جعلنا يعطى معنى انها هيئت لتناسبه تماما وفقا لاختياره في الدنيا فقد كان عمله لها وليس للجنة وقد علم ذلك واختاره طواعية فتعجل واختار المتعة الزائفة في الدنيا وحرم نفسه المتعة والسعادة الباقية في الاخرة فنال ما اراد بمشيئة الله سبحانه وتعالى
﴿وَمَنۡ أَرَادَ ٱلۡـَٔاخِرَةَ وَسَعَىٰ لَهَا سَعۡیَهَا وَهُوَ مُؤۡمِنࣱ فَأُو۟لَـٰۤىِٕكَ كَانَ سَعۡیُهُم مَّشۡكُورࣰا﴾ [الإسراء ١٩]
هذه هؤلاء الثانية من يتوفر فيهم الشروط التالية الشرط الأول: اراد الأخرة التي وعده الله فيها بالجنة فأطاع وعبد كما امره الله فتوافقت ارادته ونيته ورغبته مع مراد الله منه الشرط الثاني: سعى لها (سعى للأخرة) سعيها (الذى ارشده الله له بإفعل ولا تفعل) الشرط الثالث: الايمان أي انه لم يكتفى بالعبادة والطاعة والإسلام والتسليم بجوارحه ولكنه أيضا آمن بقلبه وسعى وعمل عمل أهل الاخرة ففعل ما يراد منه وما أرشد اليه وما الهم به من التقوى فكان هذا السعي مشكورا هنا تلاحظ انه غير مقيد بالمشيئة فيما يعطى او من يعطى فقد صار في الطريق المستقيم الذي رسم له وارشد اليه فنال العطاء الذي وعد به في الدنيا والاخرة واكتفى بوصف عطاؤه وجزاء سعيه بأنه مشكورا ولك ان تتخيل كيف يكون جزاء وشكر الشكور سبحانه وتعالى
﴿كُلࣰّا نُّمِدُّ هَـٰۤؤُلَاۤءِ وَهَـٰۤؤُلَاۤءِ مِنۡ عَطَاۤءِ رَبِّكَۚ وَمَا كَانَ عَطَاۤءُ رَبِّكَ مَحۡظُورًا﴾ [الإسراء ٢٠]
ثم يختم المشهد بالحديث بشكل رائع من العزيز سبحانه وتعالى الذي لا تنفعه طاعتك ولا تضره معصيتك فيوصف الصنف الأول بهؤلاء والصنف الثاني بهؤلاء والكل يمد من عطاء الرب سبحانه وتعالى فهو رب الجميع رب الفريقين فهو رب هؤلاء ورب هؤلاء الذى يعطى من كرمه للجميع ثم يوصف هذا العطاء بأنه عطاء مطلق لا يستطيع احد ان يوقفه او يمنعه لأنه عطاء بكرم عطاء برحمة عطاء بعدل وعلم وحكمة عطاء من القادر على ان يقول للشيء كن فيكون المقتدر ان يعطى ما يشاء لمن يشاء ولا ينقص من ملكه شيء سبحانه القدير ان يعطى القدر المناسب في الوقت المناسب بالكيفية المناسبة وبحكمه يشملها العلم المحيط فيعطى من يشاء ما يشاء لعلمه بما سيفعله كل من يعطى بما يعطى فيدبر الامر ويهيمن عليه بحكمة وعلم وقدرة ورحمة وعدل وفقا لاختيار من اعطى منحة القدرة على الاختيار وهو انت فاحترس مما تختار فما ستختاره سيحدد رحلتك في الدنيا وحياتك في الأخرة واحرص على ان تختار ان تعبد وتؤمن وتعمل الصالحات حتى تسعى للأخرة سعيها حقق مراد الله منك بالعبادة والعمل بالإيمان والخلافة ييسر لك كل شيء ويساعدك كل شيء وتعطى الخير من كل خير ويكون الجزاء العظيم ان تحقق مشيئتك في الاخرة فورا فكما لم تختار العصيان بإرادتك في الدنيا لم تحرم المشيئة في الاخرة فقد قال سبحانه وتعالى
لَهُم مَّا يَشَاءُونَ عِندَ رَبِّهِمْ ۚ ذَٰلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ (34) الزمر
فكن مسلما عابدا بجسمك مؤمنا بقلبك محسنا بعملك تنال الخير من كل خير وتحقق السعادة في الداريين وفقنا الله واياكم لما يحب ويرضى وجعلكم وايانا من السعداء الذين يشكرون الله فضله ونعمته فيزيدهم اللهم امين
سامح حبيب