Currently Empty: EGP0,00
المقالات
المودّة

المودة هي المحبة الخالصة والفرق بين الحب والمودة ان الحب مشاعر محلها القلب والاعتقاد والمودة أفعال محلها الجوارح والسلوك ومن هنا نفهم ان المودة محبة خالصة قائمة على العطاء والاستقبال بتوازن قائمة على التواصل بعدل وحكمة فاذا كان الشخص يعطى فقط ولا يستقبل فهو واد وهنا يحدث الاستنزاف وإذا كان يستقبل فقط ولا يعطى فهو مودود وهنا يحدث الاحتقان اما إذا كان يعطى ويستقبل فهو واد ومودود فهو على الحقيقة متوازن وودود محب ومحبوب لذلك يقول رب العزة سبحانه وتعالى عن العلاقة بين الزوجين
وَمِنۡ ءَایَـٰتِهِۦۤ أَنۡ خَلَقَ لَكُم مِّنۡ أَنفُسِكُمۡ أَزۡوَ ٰجࣰا لِّتَسۡكُنُوۤا۟ إِلَیۡهَا وَجَعَلَ بَیۡنَكُم مَّوَدَّةࣰ وَرَحۡمَةًۚ إِنَّ فِی ذَ ٰلِكَ لَـَٔایَـٰتࣲ لِّقَوۡمࣲ یَتَفَكَّرُونَ [الروم ٢١]
جعل بينكم مودة لاحظ بينكم وكأن المودة بين الزوجين تأخد من الزوج لتعطى الزوجة وتأخذ من الزوجة لتعطى الزوج حتى يتحقق التوازن والسكن فأحدهم يعطى المسؤولية والعقلانية والتحليل والمنطق والتصرف والأخر يعطى المشاعر والاهتمام فيكمل بعضهم بعضا بتوافق ووئام وتوازن واتزان فيحدث الشبع والاكتفاء فيحدث السكن يدعم ذلك الرحمة بينهما بأن يغفر أحدهما للأخر ويعتنى كلا منهما بالأخر عناية تامه بمحبة وود فيستمر السكن ويحدث الاستقرار ومن هنا نفهم معنى التودد وهو (طلب مَوَدَّة الأكْفاء بما يوجب ذلك). والأكْفاء جمع كُفء اما الاكِفاء فهي جمع كفيف والأكْفاء من الكفاءة والكفاءة بمعنى الجدارة والاستحقاق والقدرة العالية فلان كُفْءُ فلانةَ إِذا كان يَصْلُح لها زوجا فكفاءته ان يكون عنده القدرة ان يعطيها ما تحتاجه وهذا يسبقه ان تعلم ما تحتاج حتى تبحث عن الكفء لتحقيقه وفى نفس الوقت تكون تعلم ما يحتاجه هو حتى يكون لديها المقدرة على تحقيقه حتى تكون العلاقة متوازنة ومتزنة تحقق الشبع والسكون وليس الجوع والاضطراب عودة لتعريف التودد وهو (طلب مَوَدَّة الأكْفاء بما يوجب ذلك) أي الكفء الذي يعطيك ما تحتاج وتستطيع ان تقدم له ما يحتاجه فيوجب لك الود منه لأنك لو تأخد فقط ولا تعطى سيأتي حتما يوم يتوقف فيه الاخر عن العطاء او يبحث عمن يشبعه في مكان اخر لذلك أعظم نصيحة للزوج والزوجة في الاختيار نصيحة تكتب بالذهب وليس بماء الذهب اظفر بذات الدين ومن ترضون دينه وخلقه فزوجوه الدين هو التوازن والعدل الايمان هو الأمان لماذا ؟ لان المؤمن يعلم جيدا ان له رب عدل خلق من كل شيء زوجين حتى لا يبقى واحد الا الواحد الاحد الفرد الصمد سبحانه وتعالى يعلم ان الكون بنى على الثنائية بنى على الاحتياج بنى على العطاء والاستقبال فيكون واعيا لما يعطى وما يستقبل وهذه سنة كونيه يراها في كل شيء يراها في جسمه فالأنف يستقبل الاكسجين ليعطيه للرئة والرئة تعطيه للدم والدم يحمله للقلب والقلب يضخه للشرايين والشرايين تعطية للخلايا والانسجة ليحدث الاحتراق لإصدار الطاقة فيحمل الدم ثاني اكسيد الكربون وبخار الماء عبر الأوردة حتى يستقبله القلب فيضخه للرئتين ليخرج ثاني أكسيد الكربون وبخار الماء من الانف او الفم ليستقبل الاوكسجين ليدور مرة اخرى وكذلك الجهاز الهضمي بداية من دخول الطعام حتى بناء الانسجة وكذلك عمل الكبد وتنقية السموم وعمل الكليتين أيضا لكن بنظرة وعى ستتعلم من جسمك الكثير فما يدخل جسمك من غذاء مثلا يمر بمراحل تحليل وتصنيف وتصفية حتى يهضم وينقى من السموم ويفهم جيدا ويرتب ويعلم جسمك كل خلاصة اين ستذهب وأين ستخزن وفيما سيستخدمها فيحتفظ الجسم بالخلاصات المفيدة ويتخلص من الفضلات الغير مفيدة والمؤذية حتى يحافظ على صحته وقوته وكفاءته حتى يحتفظ بقدرته على العطاء لتستمر دائرة الحياة بين عطاء واستقبال فهل تتعلم من ذلك؟ وتكون واعيا لما تستقبل فتنقيه وتستخلص منه الفائدة وتتخلص من الفضلات أولا بأول لأنك لو استمريت بالاحتفاظ بما يضرك سيؤثر بالتبعية على عطاءك فيؤثر حتما على استقبالك لان ببساطة شديدة جسمك ونفسك أيضا بينهما مودة قائمة على العطاء والاستقبال فنفسك تستقبل منك تحليلك لمواقف حياتك وفكرتك التي كونتها عن نفسك نتاج وعيك وفهمك فتعطيك الاختيارات التي تتناسب مع برمجتك وجسمك أيضا يتأثر بالمشاعر التي تنتج عن اختياراتك وطريقة تفكيرك وتعاملك مع أمور حياتك سواء كان تأثير إيجابي او سلبي فالمحبة والمودة والسلام والعدل والسكينة والعطاء والاستقبال بشكل صحي ومتوازن يعطيك القوة والحيوية والنشاط في جسمك ويعطى طعما مميزا للحياة تستقبله نفسك هذا الطعم يعطى الدنيا استحقاق الود معها والعيش فيها بسعادة اما الغضب والحزن والفزع والحقد والحسد وغيرها فتؤثر على أعضاء جسمك على كبدك على قولونك على كليتيك على طريقة تنفسك على طريقة اكلك على طريقة حياتك يؤثر حتى على رضاك عن نفسك فيؤثر على ما تعطيه فيؤثر بالتبعية على ما تستقبله والذي يؤثر عليك بالسلب والذى في كثير من الاحيان يكون رد فعل لما تعطية وتصدره للأخرين وانت غير منتبه والذي يؤدى في النهاية لخلل التوازن بين العطاء والاستقبال بين استنزاف واحتقان فيحدث الخلل وتفقد نفسك طعم الحياة شيئا فشيئا وتبدأ فكرة الاعتزال لأنك لا تحقق الراحة في تواصلك مع الاخريين وشيئا فشيئا تبدأ العزلة لتختلي بنفسك فتكتشف أنك لا تجد الراحة أيضا في تواصلك مع نفسك لأنك غير راضي عنها فيحدث الاكتئاب وتبدأ الرغبة في الحياة تقل والرغبة في مفارقتها تزيد لان سر سريان الحياة وهو الارسال والاستقبال توقف مثل ما يحدث مع الإباء والامهات في وقت ما حينما يشعروا بقلة ود ابناؤهم وسؤالهم لانشغالهم في الحياة فلا يستقبلوا بشكل كاف وأيضا أولادهم كبروا لدرجة انهم لم يعد عندهم حاجة للنصح او التوجيه فيقل عندهم العطاء والاستقبال فيقل تدريجا سريان الحياة فيهم وتزيد الرغبة في مفارقتها فيكونوا أقرب الى الموت من الحياة طيب هذه البرمجة والتي اثرت على تواصلك مع نفسك ومع جسمك ومع تواصلك مع الاخرين حصلت ازاى ؟ صلى على نبينا المصطفى صلى الله عليه وسلم حصلت نتيجة تحليلاتك وافكارك ومعتقداتك اللي حضرتك بنيتها وفقا لما تستقبل من حواسك يعنى مثلا ما تستقبله بإذنيك من كلمات طيبة كانت ام خبيثة وتحتفظ بها تنتظر الوقت الذي تخرج فيه على لسانك فكن واعيا لما تستقبل وتسمع وتحتفظ به وكن واعيا لما تقوله كن واعيا لما تراه عينيك وعودها ان تدخل لنفسك الطيب ولا تبحث بها عن الخبيث وعورات الاخريين عودها على رؤية الجمال في كل شيء ركز على الجمال ولا تركز على القبح فما تركز عليه تمتلئ به وتستقبله فاذا تعودت عينيك على رؤية الجمال تعودت نفسك على رؤية اليسر في كبد العسر والذي سيؤثر بالتبعية على عطاءك بالإيجاب مما يؤثر على استقبالك بالوفرة اهضم مواقف حياتك وصنفها وفلترها ونقيها واحتفظ بالمفيد منها وتخلص مباشرة من الفضلات والسموم حتى تحافظ على سريان الحياة فيك ولا تفقده طيب اين البرمجة السليمة ؟ صلى على نبينا المصطفى صلى الله عليه وسلم نرجع تانى لمن ترضون دينه وخلقه وذات الدين لان الدين هو المفتاح منهج رب العالمين سبحانه وتعالى لا يختلف عليه أحد فهو مناسب للجميع ينظم علاقتك بجسمك بإسلامك وعباداتك بجوارحك ينظم علاقتك بقلبك بإيمانك ويقينك ينظم علاقتك بنفسك بمعرفتها ومعرفة اسرارها وكيفية التعامل معها من رسالة الله لك يرشدك بالأفضل لك بافعل ولا تفعل فما أمرت الا لتنعم بنعم الله عليك وتحافظ على سريان الحياة فيك فتسعد وتسعد غيرك وما نهيت الا لدفع الضرر عنك فتسلم ويسلم غيرك وتأمن ويأمن غيرك فتنتظم علاقتك وتواصلك مع الاخريين علاقة قائمة على الود والمودة والمحبة والرحمة والعدل والتوازن علاقة قائمة على الولاء والبراء علاقة تدرك فيها تماما من تواليه وتتودد له ومن تتبرأ من افعاله وتبره وتقسط اليه ولا تتودد له تعلم فيها جيدا من هو كفء لك وتستحقه ومن هو كفء لغيرك ويستحقه فتحدد اختياراتك في حياتك على بينه وتتقبل خيارات الاخرين وانت تسمع رب العزة جل في علاه يقول لك ان تقول لكم دينكم ولى دين لنا اعمالنا ولكم اعمالكم فالدين هو مفتاح سعادتك ودليلك للفطرة السليمة وايمانك هو امانك ايمانك هو امانك ايمانك هو امانك لماذا؟ لأنك عندما تؤمن بأن ربك عدل في قضائه حكيم في قدره وتقديره سبحانه وتعالى وتسمع رب العزة جل في علاه يقول
الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ (5) وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ (6) وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ (7) أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ (8) وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ (9) الرحمن
هتفهم ان مع رفع السماء وانفصالها عن الأرض بينهم أيضا ود ومودة وعطاء واستقبال دعاءك يصعد السماء فتنزل الإجابة الماء ينزل من السماء فينبت الزرع الماء يتبخر في مكان فينزل مطر في مكان اخر وهنا ستفهم ان ميزان العدل وضع مباشرة بعد رفع السماء وقبل كل شيء في الأرض هذا الميزان الذي يحكم كل شيء ويحافظ على التوازن والاتزان وثنائية العطاء والاستقبال بحكمة وعدل في الكون كله وهذا يعنى أنك لو احدثت خلل في مكان ما في هذا التوازن سيعوض في مكان اخر يعنى زودت درجة حرارة الأرض يثقب الاذون ويذوب الجليد وترتفع نسبة الماء لتحقيق التوازن لو أحدثت خلل في جسمك سيقابله تعويض بشكل ما في نفسك والعكس أيضا عندك جوع عاطفي جسمك يطلب اكل أكثر ويعوض بالأكل بتكتم جواك يجيلك امساك وجسمك يخرج تقيحات وثئاليل عملت خلل في عطاءك لما حولك بخسران يعنى تعطى اقل او طغيان يعنى تأخذ أكثر (يعنى تستنزف غيرك وتحتقن) يرد لك بقانون العدل والتوازن وترى هذا فعليا تدرك ذلك حين تسمع رب العزة جل في علاه يقول لك
فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (8) الزلزلة
وركز قوى يا مولانا في يره دى يعنى اللى هتعمله هتشوفه هتشوفه سواء خير او شر فعلى قدر ما تعطى على قدر ما تستقبل وليس في الدنيا فقط ولكن في الاخرة أيضا اسمع ربنا سبحانه وتعالى بيقولك ايه
وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ (1) الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ (2) وَإِذَا كَالُوهُمْ أَو وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ (3) أَلَا يَظُنُّ أُولَٰئِكَ أَنَّهُم مَّبْعُوثُونَ (4) لِيَوْمٍ عَظِيمٍ (5) يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (6) المطففين
الويل لمن يستنزف الاخريين ويأخذ فوق ما يستحق والويل أيضا لمن يعطى بشح وخسران فيحتقن تأكد ان خلل التوازن هذا سيعيد ترتيب نفسه بشكل مختلف بميزان العدل تذكر أنك ستبعث ويوم القيامة موعدك مع يوم عظيم يوم تقف فيه أمام رب العالمين سبحانه وتعالى ليحاسبك على ما أرسلت للعالمين وما استقبلت منهم وماذا فعلت به فكن واعيا لما ترسل وما تستقبل وانتبه فان ما ترسله ستراه في الدنيا والاخرة ولن يؤثر على جسمك فقط بل وعلى نفسك والأخرين والعالمين من حولك مما سيحدد ما تلاقيه في الدنيا ويرسم معالم حياتك في الاخرة وهنا ستدرك ان ما تعطية ويصدر منك سواء طيب او خبيث سيرد لك وتراه حتما لأنه محكوم بميزان العدل والتوازن سيرد لك من كل شيء جسمك ونفسك والأخريين والعالمين وهنا يتسع الادراك لتعي وتفهم ان العطاء والاستقبال ونظام الثنائية التي بنى عليها الكون قائم قائم سواء وعيت ذلك ام لم تعيه وانت تنفعل به سواء رضيت ام ابيت وهنا ستطمئن ان ما تقدمه من خير سيرده لك رب العالمين سبحانه وتعالى اضعاف وقتها ستختار ان تعطى بود وحب وانت مدرك ان ما تعطيه ستستقبله ستعطى وانت مدرك ان عطاءك يعمل على سريان الحياة فيك وتواصلك مع العالمين ستدرك ان تواصلك مع العالمين في حقيقته هو تواصل مع رب العالمين سبحانه وتعالى فهو من خلق لك كل شيء وسخر لك كل شيء وفضلك على كثير ممن خلق تفضيلا وقتها ستسمع قول سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يَشْكُرُ اللهَ مَن لا يَشْكُرُ الناسَ. وقتها ستكتشف ان شكرك للأخرين يعنى شكرك لله سبحانه وتعالى فيزيدك رب العالمين سبحانه وتعالى عطاءا وجزاءً وقتها ستدرك ان عطاءك للعالمين يرده لك رب العالمين سبحانه وتعالى فهو المنعم على الحقيقة فهو القادر المقتدر القدير على الحقيقة القادر على ان ييسر لك الأسباب والقدير على ان يوقف لك الأسباب والمقتدر ان يعطيك من حيث لا تحتسب وقتها ستدرك ان عطاءك لخلق الله يرد لك من كل مكان جسمك نفسك الاخريين العالمين بأمر وتيسير من رب العالمين سبحانه وتعالى ربما يأتيك من حيث تحتسب وربما لا يأتي ولكنه قطعا سيأتيك من حيث لا تحتسب ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب فإذا كان ايمانك هو امانك فعلى قدر عملك وعطاءك تكون منزلتك في الجنة
﴿وَٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ وَعَمِلُوا۟ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ أُو۟لَـٰۤىِٕكَ أَصۡحَـٰبُ ٱلۡجَنَّةِۖ هُمۡ فِیهَا خَـٰلِدُونَ﴾ [البقرة ٨٢]
فاذا أدركت ذلك فستعطى بحب وود إذا أدركت ذلك ستطمئن ان ما تعطية سيعود لك حتما بالخير الكثير ستدرك انه على قدر عطاءك على قدر استقبالك وعلى قدر ترقيك في الجنة ستدرك انه على قدر عطاءك ووعيك لما تستقبل على قدر سريان الحياة فيك وعلى قدر جريان الخير على يديك لغيرك فتدخل في استحقاق المزيد فتسير فى طريق الحق سبحانه وتعالى متزودا بهديه وارشاده فتفعل ما تؤمر وتنتهي عما نهيت عنه تعبده كما امرك وتستعين به كما وعدك وانت مدرك وواعى ان هناك من معك على الطريق وهناك من حاد عنه تعلم جيدا من توالى وتتودد اليه ومن تتبرأ من افعاله من تقربه وتسمح له بالتودد اليك ومن تبعده تعلم جيدا من تود ومن تبر وتقسط اليه تعطى بحكمة لمن يستحق بجود وكرم وسخاء حتى تدخل في استحقاق الوفرة والسعة وتتعامل مع كل خلق الله بود ورحمة وكرم وتقوى فقد قال سبحانه وتعالى
﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّا خَلَقۡنَـٰكُم مِّن ذَكَرࣲ وَأُنثَىٰ وَجَعَلۡنَـٰكُمۡ شُعُوبࣰا وَقَبَاۤىِٕلَ لِتَعَارَفُوۤا۟ۚ إِنَّ أَكۡرَمَكُمۡ عِندَ ٱللَّهِ أَتۡقَىٰكُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِیمٌ خَبِیرࣱ﴾ [الحجرات ١٣]
لتعارفوا وتتعاون مع الاخريين بود على البر والتقوى
...........وَتَعَاوَنُوا۟ عَلَى ٱلۡبِرِّ وَٱلتَّقۡوَىٰۖ وَلَا تَعَاوَنُوا۟ عَلَى ٱلۡإِثۡمِ وَٱلۡعُدۡوَ ٰنِۚ وَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَۖ إِنَّ ٱللَّهَ شَدِیدُ ٱلۡعِقَابِ [المائدة ٢]
فتحقق ما خلقت له العبادة والخلافة واعمار الأرض و تكون واعيا لنفسك على الطريق وتتعلم ان تتعلم من مواقف حياتك وتجاربك وممن تقابلهم في رحلتك اهضم ونقى السموم وفلتر وتعلم واكتسب الحكمة وصحح اخطاءك لكن لا تتوقف ابدا عن العطاء لا توقف سريان الحياة فيك فاذا قابلت من يأخذ ولا يعطى فاعلم انه يوقف سريان الحياة فيه ومنه لغيره فيحرم نفسه الزيادة فلا تقع في نفس خطؤه لا تتعلق بما لم يرده لك فلا ترى ما اعطاك الله فتغفل عن الشكر فتحرم الزيادة لا تجعله بفعله يعميك عن الحق فتتوقف عن العطاء فتفقد طعم الحياة وتفقد ترقيك في الجنة احذر ان تكون مثل من ذهب للمسجد للصلاة فسرق حذائه فاقسم ان لا يصلى ثانية فحرم نفسه احذر ان يكون طريق الله هين على قلبك لدرجة ان تفرط فيه وتحيد عنه لمجرد ان أحدهم اختار ان لا يعطى فتفعل مثله انت أيضا فتحرم ولكن استمر في عطاءك في السراء والضراء وحين البأس اعطى بحب وود وكرم وسخاء وجود حتى تستحق استقبال عطايا رب العالمين سبحانه وتعالى بجود وكرم فتعمل شكرا على عطايا الله لك فتعطى أكثر فيزيدك أكثر حتى تقترب وتستحق ود الودود سبحانه وتعالى فيحبك ويحبب فيك خلقه ويجعل لك الرحمن ودا فتكون وادا ومودودا مع العالمين ودليلا لكل خلق الله على ود الودود سبحانه وتعالى جعلنا الله واياكم من المقربين المحبوبين المخلِصين المخلَصين اللهم امين اللهم قد بلغت اللهم فاشهد
سامح حبيب