عالم الملك (المشهود) يشبه كثيرا عالم الملكوت (الغيبي)
فما تحسه وتعيه في عالم الملك تشعر بمثله وتدركه بشكل مشابه في عالم الملكوت
ولكن شتان الفرق بين وعى الشيء وادراكه
الا إنك إذا تعلمت ان تعي عالم الملك بانتباه ستدرك عالم الملكوت وإذا تعلمت ان تدرك عالم الملكوت بانتباه ستعي عالم الملك فالمبدأ واحد لأن خالق العالمين وخالقك ومن وهبك القدرة على الوعي والإدراك واحد سبحانه وتعالى

فإذا أردت أن تعي وتدرك ذلك جيدا عد إلى علموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل
فالسباحة فى الملكوت والسباحة فى الملك والسباحة فى الماء كلها تتشابه

فأول دروس السباحه أن تغلق فمك وتستمر فى الحركة والتقدم فى انسيابيه فى هدوء فى صمت وتناغم تام تعلم متى تفتح فمك لتنفس عما بداخلك ومتى تغلقه لتتقدم
كيف تركز سمعك على داخلك على قلبك ( استفتى قلبك ولو أفتوك ) لا تستمع من خارجك الا لما ومن يدلك ويرشدك من يساعدك ويشجعك من يلاحظك ويهتم بك
لتتقدم فى سكون فى صمت فى انسيابيه فى تناغم فى طريقك للوصول لهدفك

وفى الرمايه أول الدروس
أن تقف بهدوء بثبات بسكون مركزا على صوت تنفسك حتى يهدئ وينتظم وتتآلف معه فتستمع وتنصت لصوت قلبك ولا شيئ غيره
وتتواصل مع هدفك ولا تلتفت الى غيره فملتفت لا يصل

وفى ركوب الخيل تتعلم ان تسرع الخطى فى الوصول لهدفك
وتصاحب فى رحلتك من يعينك عليها فتعتنى به ويعتنى بك تحبه ويحبك تتواصل معه ويتواصل معك ويشاركك الطريق بحب يكملك وتكمله تهتم به ويهتم بك تحمل عنه مالا يطيق ويحمل عنك مالا تطيق فتتشاركا الطريق والوصول والحصول

فعالم الملك وعالم الملكوت سواء نفس النهج ونفس الطريقه

فإذا أردت أن تشق طريقك فى الوصول والحصول على هدفك فى الدنيا ( عالم الملك )
أو تخطوا بخطوات ثابته فى طريق الوصول إليه سبحانه وتعالى فى عالم الملكوت
فأتبع ارشادات معلمك ودليلك ومرشدك صلى الله عليه وسلم
فهو من قال عنه سبحانه وتعالى وإنك لتهدى الى صراط مستقيم

وإذا اردت ان تمارس دورك كخليفة علم أولادك مما تعلمت من معلمك مما وعيت ووما ادركت
فتعلم وعلمهم  السباحة والرمايه وركوب الخيل

فإذا اردت الفوز فى الدنيا والوصول والحصول على هدفك
فتعلم وعلمهم مما وعيت كيف يحددوا أهدافهم كيف يركزوا عليها  كيف يستعينوا بمن يساعدهم كيف
يسبحوا بسلاسه وهدوء وتناغم وصمت حتى يتم لهم الوصول والحصول

واذا اردت ان تفوز بالاخرة فتعلم وعلمهم مما ادركت كيفية استثمار ذلك فى السباحة فى ملكوت الله فى تناغم مع كل خلق الله بسلاسة وهدوء وسكون وصمت تستمع الى صوت قلبك الى ارشادات معلمك ومرشدك ودليلك تسمع خطاب الله لك فى قرآنه مستمعا بوعيك منتبها بقلبك مدركا بنفسك فتخرج من الغفلة والجهل الى العلم واليقين
لا تلتفت لغير الله مستعينا فى رحلتك بمن تحبه ويحبك وتعينه ويعينك فالمرء على دين خليله فلينظر احدكم
من يخالل

فحقا عالم الملك وعالم الملكوت سواء فمالكهما وواهبهما لك واحد سبحانه وتعالى

فإذا اردت فوزا مبينا فى الدنيا بتحقيق اهدافك فى اطار مالا يغضب الله عز وجل
او اردت فوزا كبيرا بتحقيق اهدافك فى الدنيا فى اطار ما يرضى الله سبحانه وتعالى
او اردت فوزا عظيما ان يكون غايتك ومبتغاك ونهايه طريقك  الى لقاء الله عز وجل مبشرا اياك برحمة منه ورضوان وجنات لك فيها نعيم مقيم
فأستمع بإنتباه وانصت بتركيز لكلام الله لك  حتى تعيه جيدا
فتدرك نوره الذى ارسله لك  ليهديك الطريق فى عالم الملك وعالم الملكوت فى الارض وفى السماء

مستنيرا ومسترشدا بسنة النبى المصطفى صل الله عليه وسلم فى عبادته لمصطفيه سبحانه وتعالى
فهو الدليل الذى قيل عنه انه قرآنا يمشى على الارض

فنجاتك ومفازك هو طريق الله المرسوم بدقة وحكمة في كلام الله لك وسنة نبيه المصطفى  صلى الله عليه وسلم

فاعلم وانتبه
ان نهاية الطريق عنده فنحن منه وإليه ولا ملجأ منه الا إليه  فإليه تصير الامور سبحانه وتعالى
فاعمل لهذا اليوم واحذر ان تلهيك الدنيا عن هدفك الذى خلقت له

وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا ۚ مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَٰكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَن نَّشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا ۚ وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (52) صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ أَلَا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ (53) الشورى 

جعلنا الله واياكم ممن يستمعون لكلام الله وينصتوا  فيعوا ويفهموا  ويتدبروا فيخشعوا فيدركوا ويعلموا فيطبقوا فيغنموا فيمتثلوا لما امروا به وينتهوا عما نهوا عنه فيفوزوا ويتم لهم الوصول والحصول بفضل ونعمة من الله سبحانه وتعالى
جعلنا الله واياكم 

ممن ( لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَٰذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ ) (103) الانبياء 
ممن ( يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُم بِرَحْمَةٍ مِّنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَّهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُّقِيمٌ ) (21) التوبة 

رزقنا الله واياكم ان نلقى مصطفاه صلى الله عليه وسلم عند الحوض يوم القيامه وان نحشر معه  فهو من قال المرء يحشر مع من يحب وعند نهر الكوثر فى الجنة 
رزقنا الله واياكم الاخلاص 
اللهم آمين 

وصل اللهم وسلم وبارك على المرشد والمعلم الذي اصفيته سبحانك ليعلمنا ويهدينا ويرشدنا لطريقك المستقيم صلاة وسلاما قائمين دائمين متلازمين ابدا 

سامح حبيب