Currently Empty: EGP0,00
المقالات
قلم من؟ أحمد عثمان 1-2

قلم من؟ أحمد عثمان 2-1
جملة كثيرا ما تتردد في عقلي منذ ان كنا ندرس في المرحلة الابتدائية وقت ان كنا أصدقاء مع امل وعمر الذين رافقانا في رحلة العلم منذ نعومة أظفارنا حتى كبرنا نحن وبقيا هما على حالهما يأخذان بأيدي أجيال نحو العلم والمعرفة
حتى جاء الوقت لأقف عندها مرة أخرى بإدراك ووعى وفهم مختلف
قلم من؟
تفهم منها ان القلم موجود قطعا لا خلاف في ذلك ولا جدال عليه ولكن البحث عمن هو أحق بأن يوجه وينسب إليه لأنه مالكه
من هذا المنظور إذا نظرت الى آيات الله في كونه وفى نفسك وفى القرآن الكريم والمعجزات التي صاحبت الأنبياء والرسل والرسائل السماوية وأنواع الهداية التي يهدينا بها رب العزة سبحانه وتعالى
من الهداية الجبلية والفطرة والتي ولدت بها وتجعلك تفرق بين الفجور والتقوى
وهداية الارشاد والدلالة في القرآن الكريم وسنة النبي المصطفى صل الله عليه وسلم بإفعل ولا تفعل
وهداية التوفيق والمعونة بأن يعينك رب العزة سبحانه وتعالى وييسر لك امورك وفقا لاختياراتك اما لليسرى واما للعسرى (فأنت واختيارك)
وهداية صراط الله وطريقه في الدنيا حتى تهدى هداية الصراط في الاخرة
(فتكون انت ونتاج اختياراتك في الدنيا)
وآيات الله في الكون وفى نفسك والتي تشير بكل وضوح الى وحدانية الخالق سبحانه وتعالى وعظيم النعم التي تعيش فيها وبها ومعها بلا جهد منك ولا حول ولا قوة
فتكتشف ان الحمد لازم لا خلاف ولا جدال عليه فالحمد أمر فطري لا يحتاج لإيمان لأن النعم موجودة حقا ويقينا
ولكن القضية تكمن في معرفة المستحق للحمد لنتوجه به اليه
فعلمنا رب العزة سبحانه وتعالى في الكتب السماوية وعلى لسان الرسل وفى فعلهم
ان الحمد له سبحانه وتعالى لا لغيره فهو المانح الحقيقي لكل النعم
فحقا وصدقا ويقينا الحمد لله رب العالمين
الحمد للإله المعبود والرب المستعان به فالحمد للرب على نعمه ومعونته لنا وخيرية فعله لنا وبنا
اما نسبة الحمد لله (الاسم العلم الدال على الذات الإلهية والذي يشير الى الإله المعبود)
وصفة الالوهية تعنى التكليف والتي في ظاهرها توحى للنفس انها ستقيدها بالتكاليف
ولكن حقيقة الامر ان التكاليف هي أصل النعم
وكأن الله سبحانه وتعالى يقول لنا ان حتى التكاليف تستوجب الحمد لأنها لك لا عليك
فطاعاتنا لا تنفعه سبحانه فهو الغنى عن العالمين ومعصيتنا لا تضره فهو العزيز سبحانه جل في علاه
فما امرنا الا لننعم وما منعنا الا لنسلم
فحقيقة التكليف الصادر من عالم الحمد عالم الخيرية المطلقة لا يقيد النفس كما هو في الظاهر ولكنه هو الذي يؤهلها ان لا تفوت النعمة ولا تفوتها النعمة
فالحمد له طاقة تؤهل النفس لاستقبال النعم التي سخرها لها رب العزة سبحانه وتعالى
فتتنعم بها وتسعد وتستمتع فتحمد وتشكر فيزيدنا رب العالمين سبحانه وتعالى
ولكي يتحقق ذلك فنحن نحتاج لهداية ارشاد ودلالة بإفعل ولا تفعل
وهذه هي منهجية التكليف الذي منبعه صفات الالوهية
وبتدبر القرآن الكريم تجد ان الله سبحانه وتعالى يقول في سورة الرحمن
الرَّحْمَٰنُ ﴿1﴾ عَلَّمَ الْقُرْآنَ ﴿2﴾ خَلَقَ الْإِنْسَانَ ﴿3﴾ عَلَّمَهُ الْبَيَانَ ﴿4﴾ الرحمن
فالمنهج وضع قبل خلق الانسان ليكون الدليل والمرشد له لتستقيم حياته فيفعل ما امر به فيتنعم بالنعم
التي انعم الله بها عليه ولا يفوتها ويتجنب ما نهى عنه حتى لا تفوته النعمة ويخرج من مجال استحقاقها
وتجد رب العزة سبحانه وتعالى يقول أيضا في سورة العصر
وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3) العصر
فذكر الانسان مع الخسارة والكبد ونجاته فقط بإتباع المنهج والدستور والكتالوج الذي تستقيم به الحياة
فكانت حاجته الى نوع اخر من الهداية تساعده على العمل بعد الايمان هداية التوفيق والمعونة والتي منبعها صفات الربوبية
وهنا يمكن ان نعيد سؤال أحمد عثمان مرة أخرى بشكل مختلف
الحمد لمن؟
الحمد لله رب العالمين
فالحمد له سبحانه انه الله الإله الواحد الأحد الفرد الصمد
والحمد له سبحانه انه ربنا ولا رب لنا سواه
والحمد له سبحانه انه الرحمن في السماء
والحمد له سبحانه انه الرحيم في الأرض
والحمد له سبحانه انه مالك يوم الدين
والحمد له سبحانه اننا نعبده ولا نعبد سواه
والحمد له سبحانه اننا نستعين به ولا نستعين بسواه
والحمد له سبحانه أنه هدانا صراطه المستقيم ولم يتركنا لحظة بلا هداية نتخبط في الظلام والضلال
والحمد له سبحانه ان جعلنا ممن انعم عليهم
والحمد له سبحانه انه نجانا من ان نكون من المغضوب عليهم او الضالين
الحمد لله دائما وابدا على فضله ونعمته علينا
الحمد لله كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه
الحمد لله حمدا كثيرا يليق بذاته وقدرته
والشكر لله شكرا وفيرا يليق بعطائه ورحمته
ونصلى ونسلم ونبارك على سيدنا وامامنا وشفيعنا محمد
صلاة وسلاما قائمين دائمين متلازمين أبدا
سامح حبيب