Currently Empty: EGP0,00
المقالات
أنا ماخترتش الحياة اللى انا عايشها

- أنا ماخترتش الحياة اللي انا عايشها ولا اخترت الظروف اللي انا فيها ولا البلد اللي اتولدت فيها ولا ابويا ولا امي ولا المجتمع اللي انا عايشه ولا الظروف اللي انا عايشها اللي انا رافضها ومش مرتاح فيها وشايف انها ظلم وجور وحاجات مش مضبوطة وحاجات مش سليمه انا ماخترتش ده
= ايوه ما هو ده اختبارك إنك تكون في ظروف ممكن تكون مش على مقاسك او مش مناسبة ليك وبتختبر أنك تستخدم قدرتك على الاختيار
نفس اختبار سيدنا ادم لما عرف انه جاهز للنزول للأرض ويمتلك الاختيار لما اختار انه يأكل من الشجرة وربنا علمه ازاى يستغفر ويتوب وفى نفس الوقت اظهر أثر صفات التوبة والرحمة والمغفرة
انت كمان بتختبر هاتستخدم قدرتك على الاختيار في إنك تصحح اوضاعك ولا هتستسلم وتنتقد
وانت بتختار هل هتختار طريق التقوى ولا طريق الفجور هو دا الاختبار بتاعك دي لجنة الامتحان بتاعتك
كل واحد له امتحانه وله ظروفه وله أسئلته وله لجنة الامتحان بتاعته
هو انت لما بتدخل لجنة امتحان بتختار الأسئلة ولا عايز تكيف وسيراميك لونه كذا والحيطان لونها كذا
انت مبتخترش الكلام دا لانك في لجنة امتحان
وانت في لجنة امتحان في الدنيا امتحانك هو الظروف الي انت بتتحط فيها اللي هي حياتك
حياتك دي هي الاختيار بتاعك
يا تري انت مركز في ورقتك وبتجاوب امتحانك وبتختار التقوى وبتتجنب الفجور ولا مركز في امتحانات الاخرين واية الأسئلة الي جاتلهم وأسئلتهم أسهل وسؤالك صعب
مين قالك ان الصعب عليك ممكن يكون صعب علي غيرك ومين قالك ان السهل على غيرك ممكن يكون سهل عليك كل واحد واختباره مناسب له تماما
- انا من الأصل مكنتش حابب انزل الدنيا ايه الي يخليني انزل الدنيا واتبهدل واغلط واعاني وابقي مش عارف اتصرف واتصرف غلط
= انت الي اخترت انك تعيش كده
- في حد بيختار انه يكون تعيس وبائس وكاره الحياة
= انت….
- ايوة.. ما هو لو عشت الي عشته مش هتقول كده ما هو الي ايده في الماية مش زي الي ايده في النار
= وايه الي يخليك تروح للنار والجنة موجودة
- مش فاهم
= اقولك
ربنا سبحانه وتعالي ألهم النفس الفجور والتقوى وهدى فؤادنا النجدين واخرجنا من بطون امهاتنا لا نعلم شيئا وجعل لنا السمع والأبصار والأفئدة حتى نتعلم من الكون حولنا ونرى ما يدلنا عليه سبحانه
(قل سيروا في الأرض فانظروا)
وأرسل لنا الرسل والرسالات السماوية حتى ترشد القلب إلى الطريق واعطي النفس القدرة على الاختيار واعطاها العقل الذي يرجح ما تختار واعطي الانسان مطلق الحرية في الاختيار في إطار افعل ولا تفعل ووعدنا بالتسيير
(فسنيسره لليسرى)
حضرتك سيبت ده كله وانتقدت واعترضت ودبدبت في الأرض واتقمصت وسيبت اختيارك ووقتك بيخلص وهتتفاجأ إنك بتخسر في الدنيا والاخرة
مع ان الامر بسيط
افعل ما أمرت وانتهي عما نهيت عنه وارضي بقضاء الله وتوكل عليه واعلم ان كل موقف في حياتك له حكمه وكل عسر معه يسرين
اتعلم من تجارب حياتك وافهم الدرس وصحح مباشرة طول الوقت حياتك تستقيم
وكن حريص دائما إنك تكون على الطريق الصحيح وتتقي الله يعلمك
(واتقوا الله ويعلمكم الله )
ويرزقك من حيث تحتسب ومن حيث لا تحتسب ويجعل لك من امرك يسرا
فتعيش الجنة في الأرض وتنالها في الآخرة بفضله سبحانه فهو لا يخلف وعده جل في علاه
- ياعم وانا ايه الي يدخلني في الدايرة دي كلها
= انت الي اخترت
- لا محصلش
= لا حصل
حصل في لحظة الاشهاد لما اشهدنا الله جميعا انه ربنا وقلنا بلا
حصل لما عرضت الأمانة علي السماوات والأرض والجبال فأبين ان يحملنها وأشفقن منها وحملها الانسان انه كان ظلوما جهولا
الانسان ده اللي هو حضرتك عرضت عليك الجنة مقابل نجاحك في الاختبار
نجاحك في استخدام قدرتك على الاختيار والإرادة وإنك تختار إنك تستخدمها في المسار الصحيح الاختيار اللي رفضته السماوات والأرض والجبال (قالتا اتينا طائعين) وحضرتك اخترت ده
- بس انا مش فاكر
= هو حضرتك فاكر وانت عندك سنتين ايه اللي كان بيحصل ولا فاكر لما كنت جنين في رحم الام فاكر حاجة عن الفتره دى ولا اهلك بيحكولك وانت بتصدقهم اشمعنى لما ربنا يقولك مش عاوز تصدق
طيب فاكر لما كنت في صلب اجدادك فاكر حاجة من دي بس انت عارف ان دي مراحل من حياتك
يعنى مش فاكر كل ده وعاوز تفتكر ما هو ابعد من ذلك بكثير في لحظة الاشهاد وبعدين لو افتكرت
يبقى فين الاختبار
اختبارك ان تخبر بما نسيت فتصدق وتؤمن بالغيب هو ده اختبار ايمانك
هل تعلم ان الله حق وتؤمن به وتعود اليه ولا هتوه في الدنيا وتخلى الشيطان يلعب في دماغك وييأسك من رحمة الله هو ده الاختبار بتاعك
وافتكر ان ربنا حذرك من الشيطان (ان الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا)
مش كده بس في القرآن الكريم كل شيء (ما فرطنا في الكتاب من شيء)
كل أساليب الشيطان وازاى تتعامل معاه وازاى تتغلب عليه بالاستعاذة حتى الأمور الحياتية تعمل فيها ايه كل شيء موجود
هل استدليت وتعلمت وتدبرت القرآن واتبعت سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم وعملت بها لتستقيم حياتك
هل اتبعت الهام التقوى فتنال الجنة جزاء نجاحك في الاختبار
ولا تايه في الدنيا وبتعترض ومش مرتاح وما بتستخدمش قدرتك على الاختيار فتعبد الله وتستعين به فيعينك وييسر امرك ويهديك لأسباب تحقيق مرادك كما اعطى لذي القرنين من كل شيء سببا
او يوقف قانون السببية من اجلك بالدعاء كما حدث مع سيدنا زكريا حين دعي وقد بلغ الكبر منه ما بلغ وامرأته عاقر مع ذلك اعطى طلبه خارج نطاق قانون السببية
او النار التي غيرت طبيعتها بأمر الله في قصة سيدنا إبراهيم وصارت بردا وسلاما
القادر على ذلك قادر على ان ييسر امرك بتيسير الأسباب لك او ايقافها من اجلك فتكون ممن لا خوف عليهم ولا هم يحزنون
هو ده الاختبار اللي انت اخترته علشان يكون نهايته الجنة
بتوه ليه في الدنيا وبتدور على اللي يلهيك ويضلك وينسيك سبب وجودك واختبارك في الدنيا
العبادة (وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون) والخلافة (وإذ قال ربك للملائكة انى جاعل في الأرض خليفه)
فصل لربك وانحر - الذين آمنوا وعملوا الصالحات هو ده سبب وجودك واختبارك الايمان والعمل
هل انت تؤمن ان الله عدل رحيم كريم غفور تواب رزاق عليم حكيم
يعلم ما يفعل بحكمة وعدل ورحمة ولا يظلم مثقال ذرة
لو ربك الذي تعبده ليس كذلك فلا اعبد ما تعبدون ولا أنتم عابدون ما اعبد ولا انا عابد ما عبدتم ولا أنتم عابدون ما اعبد لكم دينكم ولى دين
طيب هل بتحقق فرع صفات الربوبية فيك من عدل وحلم ومغفره وكرم وغيرها حتى تكون دليل لكل خلق الله على صفات الله فتكون حقا خليفة ولا بتدبدب في الأرض وبتتقمص وبتغرق في التفاصيل واسئلة الاخريين وبتنسي امتحانك ووقتك بيجرى
ربنا سبحانه وتعالى اعطاك القدرة على الاختيار والهمك الفجور والتقوى وداخل كل اختيار منهم مليارات الاختيارات
تقدر تختار تصحيح حياتك تختار تطور نفسك تختار تتعلم ما ينفعك تتغلب على المعوقات وتبتكر حلول ابداعيه وتخلق لنفسك فرص جديدة وتتعلم من اخطاءك وتصححها ولا تكررها وممكن تتوب عن الخطأ
وممكن تعصى وتفجر ويعود عليك الامر الكوني لتحقيق العدل بكما تدين تدان وتعاني ويترتب على اختيارك تحديد مكانك في الاخرة بإرادتك واختيارك
وممكن تختار ما تريد في إطار التقوى وتتوكل على الله ليعينك على التحقيق
- اهو هو ده بقي الإشكال انا ليه ألهم الفجور ليه ما الهمش التقوى فقط
= اللي ألهم التقوى فقط حضرتك دول الملائكة والمسيرين من خلق الله ماعندهمش اختيار ودول كلهم في خدمتك انت بأمر من رب العالمين سبحانه وتعالى
وعلشان انت عندك القدرة على الاختيار لازم يكون في متعدد لتختار منه وتحقق اختبارك
اومال ازاى يكون اختبار لو ألهمت التقوى فقط
ولو انت زي الملائكة هتسجد لك ليه بأمر الله وتكون أفضل منهم
لان عندك مقومات وطرق الفجور وبتتركها اختياريا ابتغاء مرضات الله وطاعة له وامتثالا لأمره
علشان كده الملائكة بتخدمك بأمر من الله في ملائكة بتكتب افعالك وملائكة بتحفظك وملائكة بتسيير السحاب والمطر وملائكة بتستغفر لك وملائكة بتعمر لك الجنة وملائكة بتوقد النار
وانت واختيارك اما طريق التقوى وجزاؤه الجنة واما طريق الفجور وجزاؤه النار
انت واختيارك
في النهاية خليك ارغى وضيع وقتك وكابر وعاند واستكبر واشتكى ودبدب في الأرض لغاية ما وقتك ينتهي وانت مش واخد بالك
وتروح عند رب العالمين وتسأل عن اختبارك واجابتك تظهر في صحيفتك وهاتتفاجأ إنك مش عارف تجاوب وهتلاقيك بتقول يا ليتني قدمت لحياتي
لان حياتك الحقيقة هي الباقية الخالدة وليست الفانية المؤقتة
فبدل ما تثقل ميزانك بالحسنات والعمل الصالح النابع من الايمان علشان تروج تلاقى زاد تتزود منه وتلاقى رصيد
سايب كل ده وعمال تنتقد وتعترض وتدبدب في الأرض وتتشرط وتستكبر علشان عشت الكبد في الامتحان
تخيل إنك في لجنة امتحان ومش مركز في اسئلتك وبتبص على لون الحيطان والرسومات اللي على الحيطة وبتتلفت حواليك وبتضيع وقتك وناسى ان ملتفت لا يصل
فوق
فوق ارجوك وعد الى طريق الحق طريق النور طريق التقوى طريق الحق
وسيبك من اللي بتفكر فيه واستعذ بالله من الشيطان الرجيم
واعلم ان الله خلقك لتسعد وتدخل الجنة
اوعى تسيب الاختيار ده وتختار الاختيار الثاني وتتبع خطوات الشيطان فتغرق في حرام الدنيا الزائل وتفقد الجنة بنعيمها
في حين إنك ممكن تختار إنك تستمتع بحلال الدنيا متبعا لتعاليم السماء فتفوز بالسعادة في الداريين ويتحقق فيك (وازلفت الجنة للمتقين غير بعيد)
جنة الدنيا جنة الرضا جنة الصبر جنة التوكل على الله جنة العبادة والعمل جنة العبادة والاستعانة والتيسير
فتستحق جنة الاخرة الجنة التي فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم
رزقنا الله واياكم الإخلاص ووفقنا واياكم لما يحب ويرضى وثبت قلوبنا على دينه ومحبته وتقبل منا ومنكم صالح الاعمال واطيبها وغفر لنا ولكم زلاتنا وهفواتنا وتقصيرنا وارانا واياكم الحق حقا ورزقنا اتباعه واراكم وايانا الباطل باطلا ورزقنا اجتنابه
اللهم امين
سامح حبيب