Currently Empty: EGP0,00
المقالات
هل الزواج اختيار ام نصيب؟

س: هل الزواج اختيار ام نصيب؟
ج: اختيار بالتأكيد
س: ايه اللي خلاه اكيد؟
ج: لان سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم قال للرجل
(تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك)
وقال للمرآة واهلها (إذا جاءكم من ترضَونَ دينَهُ وخلُقَهُ فأنكِحوهُ.)
وده معناه انه اختيار وعلشان كده سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم علمنا معايير الاختيار السليمة حتى تكون دليلا لنا
س: هو احنا لينا اختيار في حياتنا فعلا؟
ج: طبعا لينا اختيار
حياة الانسان في الاصل مبنية على الاختيار كما قال الله عز وجل في سورة الشمس
(وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا ( قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا (10)
وقال أيضا سبحانه وتعالى (فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ۚ) من الآية 29 في سورة الكهف
معنى هذا ان النفس ملهمة ان تدرك الخطأ والصواب وعندها العقل الذى يرجح ويختار ووفقا لاختياره بتكون حياته في الدنيا والاخرة
س: هو مش كل حاجة مكتوبه واحنا بنفذ المكتوب؟
ج: طيب واحدة واحدة ونصلى على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
مبدأيا احنا لا نختار الشيء لأنه مكتوب لكن هو مكتوب علشان احنا سنختاره
س: مش فاهم!!! ؟
ج: هقول لحضرتك
الزمن مخلوق من خلق الله سبحانه وتعالى
والخالق لا يتأثر بما خلق
معنى كده ان كل شيء حاضر عند الله بلا ماضي ولا حاضر ولا مستقبل
وده سيدخلنا على معنى علم الله المحيط
فهو يعلم ما كان وما هو كائن وما سيكون ومالم يكن كيف كان سيكون
فبعلم الله المحيط علم ما سنختار وامر القلم فكتبه
ولسنا نختار لأنه مكتوب
س: يعنى احنا فعلا بنختار؟
ج: ايوه طبعا لو احنا لا نختار فكيف يكون هناك جنة ونار
س: طيب ليه دايما بنسمع انه نصيب؟
ج: وبنسمع كمان السارق يقول ان ده نصيبه وده اللي مكتوب له
والقاتل كمان وكثير مما اختار اختيار غير سليم وفقا لمعايير مغلوطه ولما يواجه مشاكل اختياره يتحجج في النصيب
س: هو في معايير للاختيار؟
ج: طبعا ولو المعايير دي سليمه وتحقق احتياجاتك الفعلية
في الوقت الراهن ومستقبلا بما يحقق طموحك وتطلعاتك بتكون سليمة
انما لو اختيار لحظي وفقا لاحتياجات مؤقته ممكن تزول او تتشبع داخلك
ستبدأ احتياجات جديدة تكتشفي او تكتشف انها غير مسددة فتبدأ المشاكل وتبدأ تهرب من تحمل سوء الاختيار ونتتحجج بالنصيب
في حين لو اختارنا صح وفقا لمعايير سليمه بأننا نحدد احنا عاوزين ايه تحديدا وفقا لاحتياجاتنا الحقيقة هنقدر نحصل عليه بكل سهوله ونتجنب الكثير من المشاكل وده في كل اهداف الحياة مش الزواج فقط
س: طيب لو احنا لينا اختيار ده معناه اننا مخيرين مش مسيرين؟
ج: على فكره الموضوع ده فيه إشكاليات كتير من قديم الزمن
ظهر جماعة اسمها الجبرية
مبدأها ان أفعال الإنسان خيرها وشرها من الله وأن نسبتها إلى العبد إنما هي على سبيل المجاز
معنى كده اننا مسيرين ومجبورين على تنفيذ المكتوب ونفوا الاختيار وده معناه انهم لغوا الحساب والجنة والنار
وفى جماعة أخرى اسمها القدرية
ودول قالوا إن الإنسان صانع أفعاله وخالقها خيرها وشرها ولا دخل لقدرة الله فيها
معنى اللى بيقولوه ان الانسان لدية القدرة على ان يفعل في ملك الله على غير ارادته سبحانه وده يتنافى مع الألوهية
والاثنين ضلوا وذلوا وبعدوا كتير عن الحقيقة
س: وهي ايه الحقيقة؟
ج: الحقيقة اننا مسيرين في اشياء ومخيرين في اشياء اخرى لكن كثير مما نحن مسيرين فيه بيكون وفقا لما اخترناه فيما نحن مخيرين فيه
س: ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ج: طيب خلينى اقول لحضرتك
في نوعين من الامر
الامر الكوني (بمعنى امر الله للكون) بكن فيكون وده احنا مسيرين فيه
هنتولد امتى – نموت امتى وازاى – المرض – المشاكل والعراقيل اللي بتقابلنا في حياتنا ودى لا نملك اختيار رفضها (وهنا بنكون عبيد لله يتحقق فينا عدله ونطيع بلا اختيار لنا في قبول او رفض الامر الكوني) لكن ستكتشف ان كثير مما يحدث لنا هو نتاج اختياراتنا فيما نحن مخيرين فيه
وهو الامر التشريعي (افعل ولا تفعل) واللي به بنكون عباد لله نعبده باختيارنا
فكما تدين تدان – والجزاء من جنس العلم يعنى ظلمت ستظلم من عباد اخريين ظالمين عملت خير سيرد لك خير انت واختيارك
فاذا كان اختيارك بالتزام طريق الله سبحانه وتعالى واللي واضح وضوح الشمس ومحدد بإفعل ولا تفعل
فسييسرك الله لليسرى ويرزقك من حيث لا تحتسب ويجعل لك من كل ضيق فرجا ومن كل كرب مخرجا ومن كل عسر يسرا ويدافع عنك وييسر لك جنود الخير وييسر لك الطيبات من الاعمال
وإذا كان اختيارك ان تخرج عن الطريق فسييسرك للعسرى وييسر لك الخبيثات من الاعمال
معنى كده ان كثير من اللي انت مسير فيه بالأمر الكوني هتلاقيك انت اللي حددته باختيارك من الامر التشريعي ليتحقق عدل الله سبحانه وتعالى
س: ده اللى بيقولوا عليه انى بجذب اللي بفكر فيه؟
ج: صلى على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
ربنا سبحانه وتعالى لما خلق النفس البشرية واعطاها الاختيار كان لا بد ان يكون هناك تعدد يختار منه
فكان الفجور والتقوى
وداخل هذين الاختيارين مليارات الاختيارات المتاحة وجاهزة وفى انتظار من يختارها
يعنى مثلا حد عاوز فلوس ممكن يختار انه يكون مدرس او مهندس او دكتور او سباك او نجار وممكن يختار انه يكون لص او مرتشى او نصاب وهكذا
ولكي يتمكن من الاختيار وهب العقل الذي يرجح ويختار
ولكي يتمكن من الحصول على ما يختار وهبه الله القدرة التي تمكنه من تحقيق ذلك
فقط يختار فيظهر مباشرة ما ومن يساعده على اختياره وييسره له سواء كان يسرا او عسرا ويسخر له من يساعده على ذلك
تكتشف أنك مجرد ما تفكر في حاجة تبدأ خيوطها تترسم امامك وتظهر تفاصيلها لان ده الاختيار اللي اخترته سواء اختيار سليم او غير سليم
س: يعنى كده انا ممكن اختار أي حاجة واعملها أيا كانت؟
ج: استني بس ما تسرحش بعيد
لان فيه عدل ربنا سبحانه وتعالى وهيمنته واللي مشيئته بتقيد مشيئتك وتحجمها
لانك ممكن مثلا تختار تؤذى حد ربنا يحميه لأنه من الصالحين المؤمنين اللي ربنا وعدهم انه يدافع عنهم فأكيد مش هيمكنك رب العالمين إنك تعمل ده
وكمان في حكمة الله سبحانه وتعالى واللي بتتدخل فى الوقت المناسب لو اخترت حاجة ممكن تؤثر عليك بشكل كبير فتتدخل الرحمة فيوقفها سبحانه وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم
س: انا توهت !!!!!!
ج: لا ابدا الموضوع بسيط جدا وسهل
انت ممكن تختار ما تشاء داخل إطار افعل ولا تفعل وتأكد ان الله سبحانه وتعالى سييسره لك ويرسل لك ما ومن يعينك على تحقيقه
لكن خلى عندك مرونة لأنك ممكن تختار طريق للوصول لما تريد وتجده لا يفتح فاذا لم تتعلق به ستجد ابوابا اخرى تفتح قد تكون أفضل بكثير فقط توكل على الله وحدد اختيارك بما يتوافق مع الامر التشريعي على ان تكون حريصا فيه على تقوى الله وستكتشف انه ييسر لك من حيث لا تحتسب ودي اسمها هداية التوفيق والمعونة
س: معنى كده لو في مشاكل في حياتي وعراقيل ده بسبب اختياراتي؟
ج: ده السبب الاكبر
س: هو في اسباب تانيه ؟
ج: ممكن يكون حضرتك متعلق بشيء غير مناسب ليك وربنا سبحانه وتعالى بيصرفك عنه لكن خلى بالك اصرارك عليه بيؤدى في النهاية لتحقيقه ووقتها بتعانى الامريين
س: بس ده يتنافى مع الاصرار والعزيمة؟
ج: لا ابدا الامر ببساطه
• تعامل بحيادية وبدون تعلق بأسباب محددة
• ادرس الاختيارات المتاحة دائما
• واختار الافضل منها والمناسب لك
• لا تضيق اختياراتك في اسباب بعينها
علشان تقدر تشوف العدد الا متناهي من الاختيارات والطرق اللي هتوصلك لهدفك وتقدر تحدد المناسب لك واللي بالقطع هتظهر لك لما تحدد انت عاوز ايه
المهم تحدد اللي انت محتاجة فعليا علشان تقدر تختار اللي يسد احتياجك فترتاح فعليا وتشعر بالسعادة الحقيقية
س: يعنى انا ممكن اختار حياتي بالشكل المريح لى
واختار اللي يشاركني الحياة دي ويساعدني انى اكون سعيد ومرتاح واحقق أهدافي واعمل لدنيايا واخرتي
وحياتي تكون ميسرة وقليلة المشاكل
إذا التزمت بما أمرت به وانتهيت عما نهيت عنه وتوكلت على الله واستخرته سبحانه ودعوته بان يرزقني هداية التوفيق والمعونة ولم يتعلق قلبي بالأسباب ولكن يتعلق برب الاسباب سبحانه فيهديني سبحانه هداية الارشاد والدلالة اللي تدلني على الطريق السليم
اللي يوصلني لما اريد وتكون إرادتي متوافقة مع ارادته سبحانه وتعالى منى فييسرني سبحانه لما خلقت له فأحقق دوري في الحياة وافوز بسعادة الداريين وانعم بحفظه سبحانه ورعايته وحمايته وتوفيقه ومعونته بفضل ونعمة منه سبحانه وتعالى
ج: مظبوط
وكمان تحقق العهد بينك وبينه سبحانه وتعالى في (اياك نعبد واياك نستعين) فاعبده سبحانه بأن تطيعه كما يريد واستعن به سبحانه يحقق لك ما تريد
سامح حبيب