Currently Empty: EGP0,00
المقالات
اختر حياتك كما تريد الإيمان والتقوى أسباب السكينة

رب العالمين سبحانه وتعالى اعطى الانسان القدرة على الاختيار وألهم النفس الفجور والتقوى واعطاه العقل الذي يرجح به ويختار وهداه النجدين ليسير في الطريق الذي اختاره ووعده بالتيسير سواء في اليسرى او العسرى ايهما يختار
إما طريق الإيمان والتقوى والإحسان بدرجاته ونفحاته وإما طريق الفسق والفجور والعصيان بدركاته وعذاباته
فأختار ما شئت تنال ما وعدت
الإيمان والتقوى أسباب السكينة
هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَّعَ إِيمَانِهِمْ ۗ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (4) الفتح
سبحان الله العلى القدير عندما تستمع إلى هذه الآية تشعر بالسكينة في قلبك
السكينة التي هي جند من جنود الله سبحانه وتعالى
الذي له (جُنُودُ ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ)
وكأن السكينة التي تسري بين حروف الآية وكلماتها تداعب السكينة في قلبك فتوقظها وتحركها
فيسكن قلبك ويهدأ ويطمئن وتسري السكينة في كل كيانك فتسكن
فتكون الثابت الساكن الذي يدور حوله الكون كله
ولنا في هذه الآية وقفة فصلوا على نبينا المصطفى صل الله عليه وسلم
اللهم صلى وسلم وبارك عليك يا سيدي يا رسول الله
رب العزة سبحانه وتعالى يقول
انه (هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ)
وكأن السكينة مصدرها السماء
انزلها سبحانه وتعالى كجند من جنود السماء للأرض وانزلها في قلوب المؤمنين
وكأن الإيمان يرتقي بالقلب حتى ينال شرف وجوده في حضرة رب العزة سبحانه وتعالى في مقام القرب
فينزل رب العالمين سبحانه وتعالى السكينة للأرض في القلوب المؤمنة (فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ) بلا وسيط
فقد نسب سبحانه وتعالى الانزال الى ذاته مباشرة جل في علاه
(هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ)
وكأن قلوب المؤمنين كانت الوعاء الذي حوى وحمل ونزلت فيه السكينة للأرض
والذي يدل على ذلك انه سبحانه وتعالى قال في سورة الفتح أيضا
۞ لَّقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا (18) الفتح
فالبداية من هنا
حين اطلع رب العالمين على قلوب من يبايعون النبي صلى الله عليه وسلم ووجد فيها الإيمان رضى عن حال قلوبهم فأنزل عليهم السكينة
فالبداية بإيمان قلبك الذي يدخلك في استحقاق الرضا من رب العالمين سبحانه وتعالى
فتنزل عليك السكينة من خارجك لتسرى فيك لتلامس قلبك فتزيد ايمانا وتصديقا وحبا لرب العالمين سبحانه وتعالى فتطيعه وتثبت على الصراط المستقيم وطريق الحق
فترتقى وتعلو وتسمو حتى تنال مقام القرب فتدخل السكينة في قلبك من مصدرها في السماء لتستقر وتسكن في هدوء فينزل رب العالمين سبحانه وتعالى السكينة للأرض في قلبك
حتى إذا سمعت الله سبحانه وتعالى يقول
(هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ)
تحركت السكينة في قلبك حتى يسكن كل كيانك وتتذكر لحظة الخشوع والسكون بين يدي الله سبحانه وتعالى فتشتاق لها فتسجد لله لتقترب فأقرب ما يكون العبد الى ربه وهو ساجد
فتسكن سكون تام بثبات يتحرك فيه الكون كله حولك ناظرا الى قلبك ليرى فيه حب الله سبحانه وتعالى جل في علاه وربوبيته واضحا جليا من مقام عبوديتك فتشكر فيزيدك رب العالمين سبحانه وتعالى قربا ومودة وسكينة وإيمانا فترتقى وتتقى
(لِیَزۡدَادُوۤا۟ إِیمَـٰنࣰا مَّعَ إِیمَـٰنِهِمۡۗ)
(مع إيمانهم) زيادة معية
وكأن الايمان الذي يزيدك الله سبحانه وتعالى إياه يصاحبك في كل مكان يعينك ويثبتك
لتكون من جنود رب العالمين سبحانه وتعالى في الأرض ناشرا الرحمة في كل مكان
فهو سبحانه وتعالى له
(جُنُودُ ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ)
فكل الخلائق ظل في يد الصمد
فتثبت على طريق الحق وتحسن فترتقى وتزداد قربا فتكون ممن انعم عليهم رب العزة سبحانه وتعالى بالقرب والارتقاء والسم
وعظيم فضل ونعمة رب العالمين سبحانه وتعالى ان تكون في مقام المودة والقرب والمحبة معه سبحانه وتعالى بلا وسيط
فتظل ترتقي وتقترب وتؤمن وتتقى وتحسن وتزداد قربا وانت سائر في الطريق إليه سبحانه وتعالى حتى يكون ختام طريقك الجنة فتفوز الفوز العظيم بإذن الله تعالى
لِّيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ ۚ وَكَانَ ذَٰلِكَ عِندَ اللَّهِ فَوْزًا عَظِيمًا (5) الفتح
فبداية الطريق الايمان به سبحانه وتعالى وثمار التقوى جنة القرب منه سبحانه
وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ (31) ق
وختام الطريق الفوز العظيم والنعيم المقيم الخالد فنحن منه وإليه سبحانه وتعالى
اللهم أجعلنا من جنودك في الأرض ناصرين نبيك رافعين راية الإسلام
ناشرين الرحمة في كل مكان يا رب العالمين
اللهم أجعلنا من المؤمنين الذين ينالوا رضاك عنهم فتنزل عليهم السكينة
فيستقر القلب ويقترب ويؤمن أكثر فنرتقى ونتقى وننال القرب والمحبة والود والمودة
فيعمر القلب بالسكينة فنسير بها على الطريق إليك فنزداد إيمانا يصاحبنا ويلازمنا
فنتقى ونحسن غير ملتفتين ولا غافلين ناشرين الرحمة في كل مكان
هادين لغيرنا مؤمنين بك متوكلين عليك راضين بقضائك مطمئنين بجوارك
في حالة من السكينة والراحة والسعادة ملتزمين الطريق الذي نهايته لقاءك يا كريم
مستبشرين بجمال وحلاوة اللقاء والمشاهدة بعدما انعمت علينا بجمال وحلاوة وروعة القرب والمودة والمحبة وحضور القلب بين يديك بالإيمان والخشوع
اللهم آمين
انعم الله عليكم وعلينا دائما وابدا بالسكينة والمودة والرحمة
ورزقنا الله واياكم ان نكون من جنوده في الأرض ناصريين نبيه رافعين راية الإسلام
ناشرين الرحمة في كل مكان
اللهم آمين
سامح حبيب