اساسيات التعامل مع الألم واحدة ايا كان نوعه أو مصدرة
وعلشان تتعامل مع الالم بشكل سليم ده بيتطلب انك تعامله بلطف ومرونه وهدوء ويكون لديك القدرة على تسكينه ومعرفة مصدرة
فالألم من الاشياء المهمة جدا لانه يعد ناقوس الخطر الذى يعلن عن وجود خلل ما يحتاج الى تصحيح
مش كفاية ابدا إنك تسكن الالم لازم كمان تعرف مصدرة وسببه علشان مايتكررش تانى

لأنك لو اكتفيت بتسكين الألم  فأنت كده بتعمل قناع لمصدر الالم  وبتخلى الجرس اللى بينبهك صامت  وبتسيب السبب يكبر ويستفحل
كمان خليك لطيف في التعامل مع الالم لان التعامل الغير سليم زي التعامل بقسوة او الضغط الزائد عن اللزوم  بيولد النفور والصراخ والتوتر والعصبية
وهنا لا يختلف كثيرا الألم العضوي عن النفسي

هقولك ازاى
صلي على المصطفى صل الله عليه وسلم
تخيل كده ان في حد عنده موضع ألم ما في جسمه وجيت حضرتك ضغط على المكان ده بقسوة وعشوائية  او تعاملت معه بشكل غير صحيح  ايه هتكون النتيجة
اكيد الشخص ده هيتألم وممكن يصرخ من الالم ويشعر بالتوتر والنفور وعدم الراحة
وممكن كمان يتعامل معاك بقسوة ويدفعك لتبتعد عنه لأنك بتزود ألمه
وممكن يتعصب ويفقد الوعي في اللى هو بيقوله او بيعمله
لان فى اللحظة دى بيتوقف العقل التحليلى  اللى بيفلتر أقواله وأفعاله وفقا لما يجوز وما لا يجوز وبيشتغل العقل العاطفى وفقا لما برمج عليه
لذلك بعد ما يهدى هتلاقيه بيقولك انا مش عارف قلت كده او عملت كده ازاى
وممكن كمان مايفتكرش قال ايه او عمل ايه ويستغرب من اللي انت بتحكيه

تخيلت الموقف ده وشفته
تعالى بقي نتخيل موقف تانى فيه حضرتك بتتكلم مع شخص ما وفجأة الشخص ده صوته بقي عالي ومتعصب وبيتكلم بقسوة
هنا لازم تخلى بالك كويس قوى ان ممكن كلامك يكون فتح ملفات عند الشخص ده او فكره بمواقف بتسبب له الالم
او يكون بشكل غير مقصود كلامك اصطدم وضغط على مصدر الم نفسي عنده
فصوته العالي ده عبارة عن صراخ من الالم اللي انت فتحت جروحه بكلامك

كمان لازم تكون فطن وذكى وتعرف انه في حاله خاصة جدا  تقدر تقول مش هو  لأنه بيكون فاقد السيطرة  لان عقله التحليلي متوقف وغير واعى بشكل جيد لما يقوله او يفعله  في موقف زي ده

لازم تاخد بالك كويس من شوية حاجات

• صراخه مش فيك ده من الالم اللى انت اتسببت فى تهييجه 
  
  
• لو حاول انه يبعدك او يبتعد عنك بالقول او بالفعل 
  افهم جيدا انه مش كارهك أو زاهد فيك
  الفكره انه بيحاول يخفف الالم الناتج عن الضغظ اللى انت مسببه فى اللحظة دى 
  فبيبتعد عنك بشكل مؤقت  
  وممكن يكون عارف انك ماتقصدش بس مش قادر يفهمك انه بيصرخ من الالم مش منك 
  لان الالم مغطى على كل حاجة وكل اللي يهمه في اللحظة دى انه يتخلص منه ويسيطر عليه  
  لأنه ممكن يكون فوق طاقة احتماله 
   
• كمان خلى بالك وماتبقاش قاسى زيادة عن اللزوم وتحاسبه على اللى بيقوله وبيعمله  
  وهو فى حالة نفور وعصبيه واضطراب ووعيه غير كامل  
  وبيتألم وبيصرخ وبيهرب وبيحاول يقفل الملفات اللى اتسببت له بالالم  
  اللى انت كنت سبب بكلامك انها تتفتح واضطريته  انه يعيش حالة هو مش حاببها ولا مبسوط بيها 
   
• كمان حضرتك ما تغلطش وتاخد الموضوع  بمحمل شخصى  
  وصوتك يعلى انت كمان وتبدأ تضغط عليه أكثر مش بالكلام بس لا وبالصوت العالى كمان  
  لانك كده هتزود له الألم أكثر 

ويا سلام بقى لو تعاملت مع مشاعره في الوقت ده بتسخيف  وبدأت انت اللي تزعل على اسلوبه اللي هو مش متحكم فيه  وتضغط عليه بزيادة فينفر أكثر ويتألم أكثر ويصرخ أكثر  ويستمر الموقف في التصعيد لغاية ما يؤدى الى نتيجة  ممكن الكل يندم عليها

وتنسى تماما ان الموضوع بدأ بكلمة منك ضغطت على موضع الم  واستمريت في الضغط لغاية ما حصلت على النتيجة  اللي بتحاسب الاخر عليها وانت متأكد انه غير راضي عنها

الغريب بقى انك ممكن تلاقى الموقف ده بيتكرر بنفس السيناريو لإنك مش عاوز تقتنع انك تصرفت بشكل غير سليم  ومش مدرك ان كلمة منك ممكن تعمل كل كده  وكمان شخصنة الموضوع بتخليك تفكر في نفسك بس ولا تلقى بالا لمصدر الالم النفسي عند الاخر  وايه اللي في كلامك او تصرفك بيضغط عليه وده بيوصل له شعور لزج غير مريح إنك مش مهتم بيه ولا حاسس بمشاعره  ومش مديله فرصه انه يفهمك  وبتكون مصدر ضغط والم مستمر بالنسبة له فضلا عن إنك تساعده انه يعالج مشكلته او تتجنب الضغط عليها  فيرتاح وانت كمان ترتاح وتجنبه وتجنب نفسك مواقف كتير أنتم في غنى عنها

طيب تفتكر تتعامل مع الموقف ده ازاى

هقولك
صلي على المصطفى صلى الله عليه وسلم
فى البدايه علشان تكون هادى وتتصرف بعقلانيه

افتكر دايما

• ان صراخه مش فيك ده من ألمه  
• انه في حاله غير متزنه ماتحاسبوش على اللي بيقوله او بيعمله 
• ماتخدش الموضوع شخصي وخليك هادى 
• افتكر دايما انك ضغط بالخطأ على موضع الم ومنطقة حساسة  
  فخليك لطيف وماتكملش ضغط  

ثانيا: ماتسكتوش اديله فرصه يصرخ وينفس عن ألمه بس مش كتير علشان مايستمرش فى الفتره دى كتير

ثالثا: خلى كلامك هادى ولطيف ومسكن مفيش مانع ابدا إنك تعتذر عن الخطأ الغير مقصود وتساعده انه يهدى

رابعا: وافقه مؤقتا ولا تصطدم معه فقرارته في الوقت ده غير نهائية لأنه مش في حالته الطبيعية لما يهدى ويفكر صح هياخد قرارات متزنة وكمان ممكن يكون في فرصه تتناقشوا بهدوء انما الصدام في الوقت ده ممكن يؤدى لنتائج عكسية تماما  وفى الغالب بتكون غير مريحة للطرفين

خامسا: بعد ما تساعده انه يهدى  اديله فرصة انه يفهمك ايه اللي سبب له الالم واسمعه باهتمام وتناقش معه علشان تتجنب الصدام ده مره ثانية وجميل جدا لو ساعدته انه يتخلص من المشكلة اللي عنده  لو عندك الخبرة الكافية إنك تعمل ده أو شجعه انه يستشير متخصص لان في النهاية هو هيرتاح وانت كمان هترتاح  وهتوفروا على بعض مشاكل وصدامات كتير أنتم في غنى عنها ووقت أنتم احق انكم تعيشوه سعداء ومبسوطين

انت مدرك ان كل اللي قولتهولك ده العامل الرئيسي فيه الكلمة

يعنى كلمة ممكن تعمل مشكله، تسبب ألم، تصعد موقف وتؤدى لنتائج غير مرغوب فيها
وممكن تسكن الم، تحل أزمة، تعالج مشكلة، تسعد ناس وتخليك تعيش مرتاح وسعيد

الخلاصة

الكلمة أداة مهمة جدا ومؤثرة بترسم خطوط حياتك اللي بتعيشها ولو امتلكت أدواتها بشكل جيد  تقدر تعيش بالشكل اللي يناسبك
فاجعل كلامك طيبا تحيا حياة طيبه

اللهم أجعلنا خفيفي النفس لا نوجع أحدا وطيبي اللسان لا نجرح أحدا
اللهم أجعلنا ذكرى طيبة لكل من تعاملنا معه
واجعلنا مثل غيمة مرت ثم روت ثم ولت ثم أنبتت نباتا طيبا وعم خيرها للجميع
اللهم ارزقنا السعادة في الداريين
واجعلنا ممن ينشرون الرحمة في كل مكان
اللهم آمين 

سامح حبيب